يبدو أن الإنتاج الأميركي من النحاس لا يكفي لتأمين احتياجات أكبر اقتصادات العالم؛ ففي عام 2023، استهلكت الولايات المتحدة أكثر من 1.6 مليون طن من المعدن الأحمر، من بينها 770.900 طن تم استيرادها مقابل 880,880 طن تم إنتاجها محلياً، وفقاً لبيانات المجموعة الدولية لدراسات النحاس.
ومع الارتفاع القياسي في أسعار النحاس، تسعى الولايات المتحدة لتأمين احتياجاتها من المعدن الاستراتيجي الذي يدخل في العديد من الصناعات المهمة، بدءاً من الكهرباء حتى مراكز البيانات وأنظمة الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا الإطار، تخطط شركة أساركو للتعدين التابعة لمجموعة جروبو ميكسيكو الصناعية العملاقة لإعادة تشغيل مصنع صهر النحاس الخاص بها في هايدن بولاية أريزونا الأميركية، بالإضافة لمصفاة أخرى في أماريلو بتكساس، وفقاً لما أدلت به مصادر مطلعة لوكالة رويترز.
ومن المتوقع أن تسهم إعادة فتح مصنع هايدن في زيادة إمدادات النحاس على مستوى البلاد، خاصة أن معدل إنتاجها الحالي لا يلبي سوى نصف متطلباتها من المعدن، وتمتلك الولايات المتحدة حالياً مصنعين محليين فقط لصهر النحاس، أحدهما في أريزونا والآخر في يوتا.
وأوضحت المصادر أن الارتفاعات الأخيرة في أسعار النحاس هي ما شجعت أساركو على التفكير في إعادة تشغيل مصنع هايدن في ظل الحاجة الملحة لصهر النحاس في أميركا.
طلب متزايد
ومن المتوقع أن يزداد الطلب على النحاس خلال الأعوام المقبلة في ظل التطور الكبير في مجالات الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
وقفزت أسعار عقود النحاس في بورصة شيكاغو التجارية بنحو 24 في المئة منذ يناير كانون الثاني الماضي لتصل إلى 5.11985 دولار للرطل الأسبوع الماضي.
وتنخرط شركة أساركو حالياً في مفاوضات مع العمال النقابيين لإعادة فتح مصنع هايدن بعد أن ظل مغلقاً لأكثر من 4 أعوام بعد إضرابات عمالية جماعية، كما يواجه المصنع انتقادات متعلقة بأضراره البيئية، وتصنفه وكالة حماية البيئة الأميركية كأحد مواقع النفايات الخطرة.
وعندما كان المصنع قيد التشغيل، كانت سعته الإنتاجية تقدر بـ300 مليون رطل (136,078 طن متري) من النحاس سنوياً.