إذا كنت تفكر في شراء سيارة جديدة، فربما تتابع أخباراً حول إضراب محتمل لعمال السيارات في أميركا، ونعم، كما يقول الخبراء، قد يكون هناك بعض العواقب الخطيرة لأولئك الذين يسعون إلى شراء طرازات معينة من السيارات أو الشاحنات أو سيارات الدفع الرباعي، على الأقل على المدى الطويل.
ومع ذلك، لا توجد نصيحة واحدة لما يجب على راغبي شراء السيارات عمله، إذ يعتمد ذلك على السيارة المستهدفة وعلى مدى المرونة لديك في هذا الاختيار، أولاً، ضع في اعتبارك أن جنرال موتورز، وفورد، وستيلانتس فقط هي التي تواجه إضرابات من قبل نقابات عمال السيارات، لذلك، إذا كنت تفكر في شراء سيارة ماركة تويوتا، أو هوندا، أو هيونداي، فإن أي إضراب محتمل لن يحدث فرقاً كبيراً بالنسبة لك.
وإذا كنت تفكر في شراء سيارات فورد، أو شيفروليه، أو جيب، وهي العلامات التجارية التي يتم تصنيعها بواسطة شركات فورد، وجنرال موتورز وستيلانتس، على التوالي، ولكنك لست عازماً على لون محدد أو خيارات معينة، فإنه لا يزال لديك الوقت لشراء سيارةٍ ما، حتى لو حدث الإضراب.
لكن ماذا لو حدث الإضراب؟
تتعافى شركات صناعة السيارات من اضطرابات التصنيع الناجمة عن نقص المكونات جرّاء جائحة كورونا، وقال بات رايان، الرئيس التنفيذي لموقع تسوق السيارات «كو بايلوت»، الذي يتتبع مخزونات الوكلاء عن كثب، إن مخزونات السيارات الجديدة أقل مما كانت عليه قبل الإضرابات السابقة.
هناك اختلافات حتى بين هذه الشركات الثلاث، إذ لدى جنرال موتورز أقل مخزون بين الشركات الثلاث، في حين أن شركة ستيلانتيس، التي تصنع موديلات جيب ودودج ورام، من بين سيارات أخرى، لديها الكثير من السيارات عند وكلائها.
وقال رايان عن ستيلانتيس، «هذا قد يساعدهم على التخلص من بعض المخزون الكبير الذي لديهم»، ومن ناحية أخرى، إذا كنت تفكر في سيارة جي إم سي، أو تشيفي، أو كاديلاك ذات الدفع الرباعي أو الشاحنة، فهناك بالفعل قوائم انتظار لبعض هذه الطرازات، وقال «إن التحدي الذي يواجه شراء بعض هذه الطرازات هو أنه يتعين عليك بالفعل أن تحجز وتنتظر للحصول على ما تريده بالضبط».
ويقول إيفان دروري، محلل القطاع الصناعي في «إدموندز.كوم»، «إذا كنت أكثر مرونة في اختياراتك، فليست هناك حاجة إلى الاندفاع نحو الشراء بدافع الذعر الآن»، وأضاف، «ستكون هناك مهلة من الوقت قبل أن يصبح الوضع سيئاً إذا استمر الإضراب لفترة طويلة جداً».
بخلاف سيارات «ستيلانتس»، لا تزال هناك بعض الطرازات المتوفرة بكثرة في الوقت الحالي، كما أشارت ميشيل كريبس، المحللة في «أوتو تريدر»، وقالت في رسالة بالبريد الإلكتروني إن سيارات فورد برونكو سبورت، وإسكيب وشفروليه إكوينوكس، والشاحنات الصغيرة كاملة الحجم متوفرة بشكل جيد.
لا مفر عبر الحدود
قد تظن أن النماذج التي تُصنع في المكسيك أو كندا، حيث لا توظف المصانع عمال نقابات السيارات الأميركية، لن تعاني من نقص في العرض أبداً بسبب الإضراب في الولايات المتحدة، ولكن لسوء الحظ، ليس هذا هو الحال، لأن مصانع شركات صناعة السيارات في أميركا الشمالية، والتي تشمل كندا والمكسيك، كلها مرتبطة بعضها ببعض، كما كتب توماس غولدسبي، أستاذ إدارة سلسلة التوريد في جامعة تينيسي، في رسالة بالبريد الإلكتروني.
وأشار إلى أن شركات السيارات في الولايات المتحدة تشحن المكونات إلى المصانع عبر الحدود الأميركية، لذا فإن إنتاج السيارات في المصانع المكسيكية والكندية قد يتوقف في مرحلة ما إذا استمر الإضراب.
تُستورد بعض طرازات هذه العلامات التجارية من خارج أميركا الشمالية، على سبيل المثال، تُصنع شفروليه تريل بليزر، وتراكس في كوريا الجنوبية، وتُصنع دودج هورنيت من ستيلانتيس في إيطاليا، وتُجمّع سيارة بويك إنفيجن من جنرال موتورز في الصين.
وقال غولدسبي إنه من غير المرجح أن تتأثر مصانع السيارات في القارات الأخرى بهذه الإضرابات لأن شركات صناعة السيارات نادراً ما تقوم بشحن المكونات الرئيسية بين المصانع في قارات مختلفة.
(بيتر فالديس دابينا – CNN)