عندما رسمت فولكس فاغن مستقبلها الكهربائي في عام 2019، كانت أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، مع تطلعات للتغلب على شركة تسلا الأولى عالمياً في مجال تصنيع السيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية، بحلول منتصف العقد الجاري.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي حينذاك هربرت ديس للمساهمين «ستتغير شركة فولكس فاغن بشكل جذري».
لكن هذا التحول لم يحدث، فبعد مرور ما يقرب من خمس سنوات، لا تزال مجموعة فولكس فاغن، بما في ذلك أودي وبورشه، متخلفة عن سيارة تسلا التي يملكها إيلون ماسك، إذ باعت أقل من نصف السيارات الكهربائية التي باعتها منافستها الأميركية، والتي بلغت 1.31 مليون سيارة في العام الماضي.
لكن الأمر لم ينتهِ عند هذا الحد، إذ تخسر فولكس فاغن أيضاً أمام منافسين جدد من الصين، ويبدو أن (بي واي دي) ستعمق من جراح الشركة الألمانية.
وقال آل بيدويل، مدير شركة غلوبال داتا الذي يركز على اتجاهات التنقل الإلكتروني «لقد دخلت شركة فولكس فاغن سباق السيارات الكهربائية متأخراً».
وأضاف لشبكة CNN أن «الخطر الأكبر ستمثله الصين، إذ نتوقع أن تتراجع فولكس فاغن هذا العام من حيث حجم المبيعات».
تقلص مبيعات فولكس فاغن
وفي سوق من المتوقع أن تنمو فيها مبيعات السيارات الكهربائية بأكثر من الربع في عام 2023، تتوقع شركة غلوبال داتا لتحليل البيانات، أن تتقلص مبيعات فولكس فاغن بنسبة 7 في المئة.
وتحتل المجموعة الآن المركز الثامن في سوق السيارات الكهربائية سريعة النمو في الصين، بحصة تبلغ 3.3 في المئة فقط، بينما تمتلك شركة بي واي دي، التي تحتل المركز الأول، نحو 25 في المئة، بينما تأتي تسلا في المركز الثاني بنسبة 15 في المئة.
انعكست طموحات فولكس فاغن في مجال السيارات الكهربائية على تطلعات المستثمرين، التي سرعان ما تحولت إلى شعور بالشك، كما يتضح من سعر سهم الشركة الذي ارتفع بنسبة 60 في المئة في 2021، حينما تعهدت شركة صناعة السيارات ببناء ستة مصانع عملاقة لصناعة البطاريات في أوروبا بحلول 2030، وأعلنت عن خطط لبيع أكثر من مليوني سيارة كهربائية سنوياً بحلول 2025.
لكن الشركة خسرت معظم مكاسب الأسهم، واستمر السهم في الانخفاض، ليخسر نحو 14 في المئة من قيمته منذ ذلك الحين.
هل ستعود فولكس فاغن إلى سابق عهدها؟
في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، شكلت السيارات الكهربائية 8 في المئة فقط من عمليات تسليم المجموعة، وتستهدف فولكس فاغن الحصول على حصة 50 في المئة بحلول عام 2030.
ولتحقيق هذه الغاية، ستحتاج شركة فولكس فاغن إلى سد الفجوة التكنولوجية مع قادة الصناعة، إذ يؤكد بيدويل من غلوبال داتا أن البرمجيات الرديئة كانت بمثابة نقطة ضعف بالنسبة لشركة صناعة السيارات.
وقد كلف ذلك شركة فولكس فاغن غالياً في الصين، حيث تتعاون الآن مع شركات صناعة السيارات المحلية لتوسيع نطاق منتجاتها وتحسين التكنولوجيا.
من جهتها، تتوقع غلوبال داتا أن تبيع مجموعة فولكس فاغن 717 ألف سيارة كهربائية هذا العام، ما يمنحها حصة سوقية عالمية تبلغ 7 في المئة، وتضعها في المركز الرابع خلف تسلا، وبي واي دي، وسايك موتورز.
كما ترى شركة تحليل البيانات أن شركة فولكس فاغن ستصبح أكبر علامة تجارية للسيارات الكهربائية في العالم بحلول عام 2030، أي بعد خمس سنوات من المتوقع سابقاً.
(هنا زيادي – CNN)