تواجه شركتا صناعة السيارات الأميركية جنرال موتورز وفورد تحدياً مشتركاً عند إعلانهما عن نتائج الربع الأول الأسبوع المقبل فيما يتعلق بالبحث عن مصدر نمو للأرباح في الأشهر المقبلة مع تباطؤ نمو السيارات الكهربائية.

وأدى التباطؤ في الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، وتكثيف المنافسة من شركات صناعة السيارات الصينية وارتفاع تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة، إلى إجبار شركات صناعة السيارات الأميركية على تأخير الاستثمارات وخفض التكاليف على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية، ومع تباطؤ الاقتصاد الصيني وارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة، فإن تعزيز نمو الاقتصاد الكلي يبدو بعيد المنال.

وهذا ما جعل شركات مثل جنرال موتورز وفورد تركز على مبيعات سياراتها الأساسية التي تعمل بالبنزين، والتي تستمد منها معظم أرباحها، ومن المقرر أن تعلن جنرال موتورز وفورد النتائج يومي الثلاثاء والأربعاء على التوالي.

ومن المتوقع أن يزيد الطلب بشكل كبير على شاحنات البيك أب وسيارات الدفع الرباعي ذات العلامات التجارية شيفروليه وجي إم سي المربحة للغاية من جنرال موتورز. وقد رفع باركليز في وقت سابق من هذا الشهر سعره المستهدف لأسهم جنرال موتورز بنسبة 10 في المئة إلى 55 دولاراً، مشيراً إلى المبيعات القوية لمجموعة شاحنات جنرال موتورز وسيارات الدفع الرباعي.

وقال المدير المالي لشركة جنرال موتورز، بول جاكوبسون، إن العام كان بمثابة بداية جيدة، وشعرت الشركة بإيجابية بشأن اتجاه الطلب، بينما قال المدير المالي لشركة فورد جون لولر، في تأكيده لتوقعات أرباح الشركة للعام بأكمله، إن أسعار السيارات كانت صامدة بشكل أفضل من المتوقع.

وقد تعثرت شركات صناعة السيارات الأميركية القديمة، التي تعتمد بشكل كبير على مبيعات الشاحنات الكبيرة وسيارات الدفع الرباعي، بسبب ارتفاع النفقات المتعلقة بكهربة تشكيلات سياراتها والطلب الصعب على السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات.

قال كريس ماكنالي، محلل إيفركور آي إس آي (Evercore ISI)، في مذكرة بحثية، إن الزخم قد تحول بالنسبة للفائزين السابقين مثل تسلا مع تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية، وأضاف أن المستثمرين أعادوا التركيز بدلاً من ذلك على جنرال موتورز وستيلانتس وتويوتا وغيرها من الشركات التي تعتمد بشكل أقل على السيارات الكهربائية.

ستساعد النسبة العالية من الشاحنات التي تعمل بحرق الغاز إلى المركبات الكهربائية في مزيج مبيعات جنرال موتورز في أميركا الشمالية على تعويض الخسارة المتوقعة في عمليات شركة صناعة السيارات في الصين، وقالت جنرال موتورز إن مبيعات السيارات الأميركية في الربع الأول تراجعت 1.5 في المئة بسبب انخفاض تسليمات العملاء التجاريين، بينما قفزت مبيعات التجزئة 6 في المئة.

ولم تحدد ماري بارا -رئيس شركة جنرال موتورز والرئيس التنفيذي للشركة- بعد خططاً محددة لإعادة هيكلة أعمال جنرال موتورز في الصين، وفي العام الماضي، قامت جنرال موتورز بتسليم 2.1 مليون سيارة في الصين، بانخفاض نحو النصف عن 4.04 مليون التي أعلنت عنها في عام 2017.

ومن جهة أخرى، يطالب المستثمرون بتحديث في وحدة كروز روبوتاكسي (Cruise robotaxi) المتعثرة التابعة لشركة جنرال موتورز.

ولم تذكر بارا كيف ستقوم جنرال موتورز بتمويل إعادة إطلاق وإعادة بناء الأعمال بعد وقوع حادث خطير أجبر الشركة على وقف عمليات القيادة الذاتية. وقالت جنرال موتورز إنها ستخفض الإنفاق بمقدار مليار دولار هذا العام على كروز. وخسرت الوحدة أكثر من 8 مليارات دولار منذ أن استحوذت عليها جنرال موتورز في عام 2016.

وقالت كروز في 9 أبريل نيسان إنها ستعيد توفير بعض المركبات في فينيكس بولاية أريزونا بسائقين بشريين.

وقفزت أسهم شركة صناعة السيارات في ديترويت في يناير كانون الثاني عندما أشارت إلى أنه سيتم إعادة المزيد من الأموال إلى المساهمين.

أمّا شركة فورد فتعتمد بشكل كبير على شاحنات الاحتراق، فضلاً عن المركبات التجارية فورد برو (Ford Pro). وأكدت شركة صناعة السيارات من جديد توقعاتها بتحقيق أرباح أساسية تتراوح بين 10 مليارات دولار و12 مليار دولار هذا العام.

وقالت شركة صناعة السيارات في وقت سابق من هذا الشهر إنها ستخفف من وتيرة برنامجين رئيسيين للسيارات الكهربائية، وقال المدير المالي لولر في مؤتمر للمستثمرين إن الاستثمارات المستقبلية في السيارات الكهربائية لن تمضي قدماً ما لم تتمكن من «الوقوف بمفردها» لتحقيق الربح.

(المصدر: رويترز)