بعد إعلان فولكس فاغن المفاجئ في وقت سابق من سبتمبر أيلول 2024 أنها قد تغلق مصانع في ألمانيا لأول مرة، بدأت إدارة الشركة الأربعاء محادثات صعبة مع النقابات بشأن اتفاق جديد للأجور، ما يزيد من التحديات التي تواجهها الشركة في الفترة المقبلة.
وفي ما يأتي لمحة عن بعض أبرز التحديات التي تواجهها أكبر شركة لتصنيع السيارات في أوروبا:
ارتفاع التكاليف
شددت فولكس فاغن مراراً على أن تكاليفها مرتفعة للغاية وهوامش الربح منخفضة جداً، وخصوصاً في علامتها التجارية الأساسية التي تحمل اسم المجموعة فولكس فاغن.
وجاء في منشور وزّعته إدارة فولكس فاغن على العاملين في عدد من المواقع في البلاد قبيل المحادثات أن تكاليف الإنتاج في ألمانيا «مرتفعة بشكل واضح»، وذكر المنشور أن على الشركة زيادة الإنتاج وخفض تكاليف العمالة.
وبحسب ما صرح به الرئيس التنفيذي للمجموعة أوليفر بلوم لشبكة «زي دي إف» العامة للبث هذا الأسبوع، ستبحث الشركة وسائل خفض التكاليف في جميع الأقسام انطلاقاً من التطوير ووصولاً إلى التصنيع والتوزيع.
كذلك تشكّل أسعار الكهرباء المرتفعة التي ازدادت منذ أزمة الطاقة الناجمة عن حرب أوكرانيا، وارتفاع تكاليف العمالة، أبرز التحديات التي تواجهها المجموعة المكوّنة من عشر علامات تجارية في سوقها الأصلي.
وقال الخبير في قطاع السيارات الألماني ستفيان براتزل لفرانس برس إن على فولكس فاغن أن تخفف نفقاتها كثيراً نظراً إلى أن الشركة لديها «العديد من الموظفين الذين لا يعملون بجد بما يكفي».
الصين.. تحدٍّ آخر
تبيع فولكس فاغن التي تشمل علاماتها التجارية سكودا وسيات وبورش وأودي وغيرها نحو نصف إنتاجها في الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، لكن هذه المبيعات تراجعت مؤخراً.
وتفيد «مجموعة روديوم»، وهي مركز أبحاث أميركي يركّز على الصين، بأن فولكس فاغن كانت أكبر مستثمر أوروبي في البلاد في عام 2021، لكنها تضررت بشكل كبير بسبب التباطؤ الاقتصادي الصيني مصحوباً بمنافسة حادة من خصومها المحليين، لا سيما عندما يتعلّق الأمر بالمركبات الكهربائية.
على سبيل المثال، سيطرت شركات صينية مصنّعة للمركبات الكهربائية مثل «بي واي دي» على حصة سوقية عبر بيع مركبات متطورة تكنولوجيا جاذبة للمستهلكين المحليين، بينما واجهت فولكس فاغن صعوبات في التحوّل إلى المركبات الكهربائية.
وذكرت وكالة بلومبيرغ الأسبوع الماضي أن فولكس فاغن وأحد شركائها في مشروع مشترك يخططان لإغلاق منشأة في الصين أو أكثر مع تراجع مبيعات السيارات العاملة بمحرّكات الاحتراق، لكن رفضت فولكس فاغن التعليق على التقرير.
واعترف الرئيس التنفيذي بلوم بالمشكلات التي تواجهها المجموعة في الصين قائلاً «باتت الكعكة أصغر بينما ازداد عدد الضيوف على الطاولة».
صعوبة الانتقال إلى السيارات الكهربائية
أنفقت فولكس فاغن مبالغ ضخمة للانتقال إلى المركبات الكهربائية لكن العملية واجهت صعوبات عدة، وواجهت السيارات التي أطلقتها المجموعة صعوبات برمجية بما في ذلك مجموعة سيارات «آي دي» ID مثل «آي دي.3».
وانتُقد الرئيس التنفيذي السابق لفولكس فاغن هربرت ديس على خلفية تطوير البرنامج داخلياً من خلال شركة «كارياد» للبرمجيات التابعة للمجموعة إذ رأى مراقبون أن العملية كانت مكلفة وفاشلة وأدت إلى تراجع المجموعة الألمانية.
في غضون ذلك، تأمل المجموعة في إحداث تحوّل في وضعها عبر استثمار بقيمة خمسة مليارات دولار في شركة «ريفيان» الأميركية لصناعة المركبات الكهربائية لتأسيس مشروع مشترك، بناءً على اتفاق أُعلن في يونيو حزيران.