لم يبقَ سوى ساعات قليلة على الحدث الذي تستضيفه شركة تسلا في استوديوهات وارنر بروس في كاليفورنيا للكشف عن خططها لـ« روبو تاكسي»، وهي سيارات أجرة ذاتية القيادة، بعد تأجيل الخطط لأكثر من مرة، وترقب هذه الخطوة لسنوات عديدة.

يأتي هذا الحدث بعدما كررت تسلا وعودها بإطلاق «روبو تاكسي» في أكثر من مناسبة دون الوفاء بذلك، ما يضع صانعة السيارات الكهربائية الأميركية في دائرة الضوء، ويثير مخاوف بشأن مستقبل الشركة وثقة المستثمرين فيها.

وقال المحلل لدى ويدبوش سيكوريتيز وأحد المستثمرين الصاعدين في تسلا، دان آيفز «أعتقد أنه أحد أهم الأحداث التي عقدتها تسلا على الإطلاق، سينظر إليه بعد خمس إلى عشر سنوات من الآن على أنها لحظة مشابهة لإطلاق آيفون بالنسبة لشركة أبل».

الـ«روبو تاكسي» ومستقبل تسلا

قدمت شركة تسلا منذ فترة طويلة ما تسميه القيادة الذاتية الكاملة كخيار على سياراتها، والتي يبلغ سعرها حالياً 8000 دولار، ولكن رغم اسمها، قالت تسلا إن السائقين بحاجة إلى الاستمرار في الجلوس في مقعد السائق، وعلى استعداد لتولي السيطرة على السيارة، حتى عندما يكونون في وضع القيادة الذاتية الكاملة.

أما الـ«روبو تاكسي» من شركة تسلا فهو يهدف إلى توفير رحلات للركاب في السيارة دون سائق، وسوف تتنافس المركبات ذاتية القيادة الكاملة مع خدمات نقل الركاب، مثل أوبر وليفت، كما ستختبر تسلا برامج تتضمن مركبات ذاتية القيادة من وحدات وايمو التابعة لشركة غوغل، ووحدات كروز التابعة لشركة جنرال موتورز.

ويصر الرئيس التنفيذي إيلون ماسك ومؤيدوه على أن الـ«روبو تاكسي» سيغير الاقتصاد الأساسي للطريقة التي ينتقل بها الناس من النقطة «أ» إلى النقطة «ب»، الأمر الذي سيدفع بدوره أسهم تسلا إلى تقييم من شأنه أن يقزم القيمة السوقية لأي شركة حالية.

ويتوقعون أن تسلا لن تتمكن فقط من جني أموال من بيع الرحلات أكثر من بيع السيارات فعلياً، ولكن أيضاً زيادة الطلب من المشترين الذين يستردون أسعار الشراء عن طريق تأجير سياراتهم للركوب.

مخاوف تلوح في الأفق

في حين أصر كل من تسلا وماسك على أن ميزة القيادة الذاتية الكاملة قد حققت هدفها في أن تصبح أكثر أماناً من السائقين البشر، فقد وجد الغرباء الذين اختبروا الخدمة أن المركبات عرضة للتحطم إن لم يكن للسائقين السيطرة على القيادة بشكل متكرر، إذ وجدت إحدى خدمات الاختبار المستقلة، إيه إم سي آي تيستينج، أن السائقين يحتاجون إلى السيطرة على السيارة كل 13 ميلاً في المتوسط.

وقال المحلل الذي انتقد منذ فترة طويلة شركة تسلا وماسك، جوردون جونسون عن الـ«روبو تاسكي»، «سيكون لديك ثلاثة حوادث كل ساعة، هذا أسوأ بآلاف المرات من التكنولوجيا المنافسة»، متوقعاً أن يكون لطرح «روبو تاكسي يوم الخميس بمثابة خيبة أمل كبيرة للمستثمرين».

وحتى إن بعض المتفائلين بقدرة تسلا على الوفاء بوعودها يعتقدون أن الخدمة ستكون متاحة بشكل كامل في أحسن الأحوال بعد ثلاث إلى خمس سنوات.

وقال جين مونستر، الشريك الإداري في شركة ديب ووتر أسيت «أعتقد أن الأمر سيستغرق عامين للحصول على التكنولوجيا الصحيحة، وسنتين إلى ثلاث سنوات أخرى للحصول على الموافقة التنظيمية اللازمة».

(كريس إيزيدور، CNN)