خلال الشهر الماضي تسبب انهيار بنك سيليكون فالي، ثاني أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة، في الذعر الشديد وزاد المخاوف من انهيار النظام المالي العالمي، أما الآن فتشير البنوك المركزية إلى أن تلك المخاوف قد تراجعت.

قال بنك إنجلترا وبنك اليابان والبنك المركزي الأوروبي والبنك الوطني السويسري يوم الثلاثاء إنهم سينهون الإجراءات اليومية لتعزيز تدفق الدولار الأميركي إلى المقرضين في جميع أنحاء العالم، وأشاروا إلى «تحسن في شروط التمويل بالدولار الأميركي» و«انخفاض الطلب» في العمليات الأخيرة التي تهدف إلى توفير السيولة.

وبدءاً من الأول من مايو أيار ستُجرى هذه العمليات مرة أخرى أسبوعياً، وهو قرار اُتُّخذ بالتشاور مع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، المصدر الأساسي للدولار، وقالت البنوك المركزية الأربعة إن المعدل قد يزداد مرة أخرى إذا لزم الأمر.

وقالوا في بياناتهم «هذه البنوك المركزية مستعدة لإعادة تعديل توفير السيولة بالدولار الأميركي حسب ما تقتضيه ظروف السوق».

احتواء الموقف

انطلق صناع السياسات المالية إلى العمل لاحتواء الموقف في مارس آذار بعد انهيار بنك سيليكون فالي وبنك سيغنتشر في الولايات المتحدة، ما أثار موجة حادة من الاضطراب في القطاع المصرفي العالمي، كما كاد الاضطراب يقضي على بنك كريدي سويس وهو بنك مهم عالمياً ولكنه متعثر، ما أجبر السلطات السويسرية على ترتيب بيع طارئ لمنافسه «يو بي إس».

بعد ساعات فقط من الإعلان عن عملية الاستحواذ على بنك كريدي سويس، قال بنك الاحتياطي الفيدرالي إنه سيعمل مع البنوك المركزية في المملكة المتحدة واليابان وكندا وسويسرا والاتحاد الأوروبي للتأكد من أن المقرضين هناك يمكنهم الوصول إلى السيولة الدولارية التي يحتاجون إليها.

وهذا يعني زيادة قنوات مقايضة الدولار، أو الاتفاقات بين الاحتياطي الفيدرالي والبنوك المركزية الأخرى لتوفير الدولار مقابل اليورو أو الين على سبيل المثال.

وتشكل قنوات المقايضة أداة رئيسة في صندوق أدوات البنوك المركزية التي تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار المالي، والحفاظ على تدفق الائتمان إلى الأسر والشركات.

خلال الأزمة المالية العالمية لعام 2008 كافحت البنوك الأوروبية للحصول على الدولار الأميركي، إذ جف التمويل من المستثمرين ذوي الشهية المحدودة للمخاطرة.

وعلى الرغم من هذا الإعلان كان الانخفاض من نصيب أسهم البنوك يوم الثلاثاء، للتذكير بأن المستثمرين لا يزالون متوترين بشأن القطاع، وانخفض مؤشر البنوك الأوروبية بنسبة 1.9 في المئة في أواخر التعاملات الصباحية، وانخفض مؤشر البنوك «كيه بي دابليو»، الذي يقيس 24 بنكاً أميركياً رائداً، بنسبة 0.4 في المئة.

جاءت الانخفاضات بعد أن سجل بنك «يو بي إس»، أكبر بنك في سويسرا، نتائج مخيبة للآمال للربع الأول على خلفية دفع 665 مليون دولار في الأحكام القانونية، انخفض سعر سهم «يو بي إس» بنسبة تصل إلى 5 في المئة في التعاملات الصباحية المبكرة قبل تقليص الخسائر للتداول هبوطاً بنسبة 1.1 في المئة.

وقال البنك الإقليمي الأميركي فيرست ريبابليك يوم الاثنين إن إجمالي ودائعه انخفض بنسبة 41 في المئة في الربع الأول.