حذَّر المستشار الألماني أولاف شولتس يوم الاثنين من عمليات الاستحواذ «العدائية» و«غير الودية»، بعد أن كشف بنك يوني كريديت الإيطالي عن زيادة حصته بشكل كبير في «

كوميرتس بنك» الألماني.

وقال شولتس لوسائل الإعلام الألمانية أثناء وجوده في نيويورك «الهجمات غير الودية وعمليات الاستحواذ العدائية ليست بالأمر الجيد للبنوك»، مضيفاً أن الحكومة أوضحت موقفها بشأن هذه المسألة «بوضوح شديد».

كان بنك يوني كريديت الإيطالي قال يوم الاثنين إنه زاد حصته في كوميرتس بنك إلى نحو 21 في المئة، ما أثار التكهنات بأنه قد يسعى إلى الاستحواذ على منافسه الألماني.

وتجعل هذه الخطوة بنك يوني كريديت فعلياً أكبر مساهم في كوميرتس بنك متخطياً الدولة الألمانية، التي لم تُبدِ أي اهتمام بالسماح بشراء ثاني أكبر بنك في ألمانيا.

أعلن بنك يوني كريديت، الذي فاجأ الأسواق قبل عشرة أيام بكشفه عن حصة تبلغ تسعة في المئة في كوميرتس بنك، يوم الاثنين أنه استحوذ على 11.5 في المئة أخرى من خلال أدوات مالية.

وأضاف ثاني أكبر بنك في إيطاليا أنه طلب إذن البنك المركزي الأوروبي بزيادة حصته إلى 29.9 في المئة، وهو ما يقل قليلاً عن عتبة الثلاثين في المئة التي ستلزمه بتقديم عرض عام للبنك بأكمله.

وقال البنك في بيان إنه يتمتع «بكامل المرونة والاختيارية إما للاحتفاظ بحصته أو بيع مشاركته، أو زيادة الحصة بشكل أكبر».

وقال إن الأمر سيعتمد على المحادثات مع كوميرتس بنك ومجلس إدارته ومجلس الإشراف عليه، وكذلك مع أصحاب المصلحة الأوسع في ألمانيا.

بنك مستقر ومربح

في الأسبوع الماضي، استبعد رئيس بنك يوني كريديت أندريا أورسيل عرض استحواذ عدائي على كوميرتس بنك، وقال لصحيفة إيل ميساجيرو الإيطالية اليومية إن مثل هذه الخطوة «ستكون عملاً عدائياً».

كما قالت الحكومة الألمانية يوم الجمعة إنها قررت عدم بيع أي أسهم أخرى في كوميرتس بنك «في الوقت الحالي».

وأضافت أن البنك «مستقر ومربح»، وأن «استراتيجيته موجهة نحو الاستقلال».

وقالت وكالة المالية الحكومية إن «الحكومة الفيدرالية ستلازم هذا حتى إشعار آخر من خلال الحفاظ على حصتها».

أنقذت برلين «كوميرتس بنك» بمليارات اليورو في عام 2009 بعد أن دفعته الأزمة المالية العالمية إلى حافة الانهيار.

لكن تعافى كوميرتس بنك بقوة منذ ذلك الحين، إذ سجل أفضل صافي ربح سنوي له منذ 15 عاماً في عام 2023.

ويهدف إلى تحقيق نتائج أفضل في عام 2024 على الرغم من توقعات انخفاض أسعار الفائدة.

قبل أن يستحوذ يوني كريديت على حصة في المقرض الألماني، أعلنت برلين أنها تتطلع إلى بيع حصتها البالغة 16.5 في المئة في كوميرتس بنك، مستشهدة بالوضع الاقتصادي المحسن للبنك.

استحوذ بنك يوني كريديت، الذي يمتلك بالفعل بنك هايبو فيرينسبانك الألماني، على نصف حصته الأولية البالغة تسعة في المئة في كوميرتس بنك من الحكومة الألمانية والباقي في السوق المفتوحة.

(أ ف ب)