يخطو الرئيس المنتخب دونالد ترامب، نحو فرض المزيد من التعريفات والرسوم الجمركية فور دخوله البيت الأبيض، ما قد يؤجج معدل التضخم مجدداً ومن ثَمَّ يغيّر خطط الفيدرالي الأميركي بشأن وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال العام القادم.
وخلال الأيام الماضية تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية مرتفعة على أكبر 3 شركاء تجاريين مع الولايات المتحدة هي كندا والمكسيك والصين بقيمة الرسوم 25 في المئة و10 في المئة على التوالي.
كما بعث ترامب برسالة تحذير لدول الأعضاء في مجموعة بريكس تفيد بأن أي محاولة من هذه الدول لطرح عملة جديدة أو الترويج لعملة أخرى ستواجه عقوبات اقتصادية قاسية تتمثل في فرض رسوم جمركية تصل إلى 100 في المئة على الواردات.
ومن شأن فرض عقوبات أو رسوم جمركية أن تزيد معدلات التضخم في أميركا، ما قد يغيّر خطط الفيدرالي الأميركي وبقية البنوك المركزية بشأن خفض أسعار الفائدة.
واضطرت أميركا والبنوك المركزية حول العالم إلى رفع الفائدة لمستويات لم تشهدها من قبل في محاولة منها لمكافحة التضخم على مدار العامين الماضيين، ومع تباطؤ التضخم بدأ الفيدرالي الأميركي بتخفيف حدة أسعار الفائدة بداية من سبتمبر أيلول الماضي، ومن المقرر أن يستمر ومعه البنوك المركزية حول العالم في ذلك على مدار العام المقبل.
تأثير تعريفات ترامب في أسعار الفائدة
وقال محللون لـCNN الاقتصادية، إن التعريفات والرسوم الجديدة قد يكون أثرها في التضخم طفيفاً لكن أثرها في النشاط والنمو الاقتصادي أجمع سيكون أكبر، وهو ما قد يدفع الفيدرالي الأميركي والبنوك المركزية الأخرى لتقليل وتيرة خفض الفائدة في 2025.
وبحسب أحمد عزام، المحلل المالي الأول في مجموعة إكويتي، فإن البنوك المركزية حالياً عند مفترق طرق حول ماهية ومقدار عمليات خفض الفائدة مستقبلاً، ما يعني أن ارتفاعات التضخم حتى ولو كانت طفيفة قد تعيد حسابات الفيدرالي والبنوك المركزية حول العالم في تخفيض الفائدة خلال 2025.
وقال أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة VI Markets في مصر، إن سياسات ترامب من شأنها أن ترفع التضخم، لذا سيكون الفيدرالي الأميركي مضطراً لخفض أسعار الفائدة بوتيرة أقل.
وفي آخر قراءة لمعدل التضخم في أميركا خلال أكتوبر تشرين الأول الماضي ارتفع إلى 2.6 في المئة من 2.4 في المئة في الشهر السابق له، في حين يبلغ هدف الفيدرالي الأميركي 2 في المئة بحلول أوائل عام 2025.
ووفقاً لحسابات الاقتصاديين في دويتشه بنك فإنه إذا نُفذت التعريفات الجمركية التي هدد بها ترامب بالكامل، فقد يرتفع معدل التضخم الأساسي لعام 2025 من 2.6 في المئة إلى 3.7 في المئة.
وألمح الفيدرالي الأميركي في خطابه الأخير إلى أن احتمالية تثبيت الفائدة واردة خلال اجتماع ديسمبر كانون الأول الجاري، حسبما يقول معطي.
وفي آخر خطاب له قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إنه لا يزال من السابق لأوانه النظر في كيفية تأثير خطط ترامب الجمركية في الاقتصاد الأميركي.
ويتوقع عزام أن يكون الفيدرالي الأميركي على أهبة الاستعداد حول ما إذا كان الاقتصاد سيتأثر بشكلٍ كبير لتعديل سياسته النقدية أم لا.
ويستعد الفيدرالي الأميركي لمواصلة تخفيضات أسعار الفائدة بناء على الظروف الحالية، وقال باول في خطابه الأخير إن الاقتصاد لا يرسل أي إشارات بأننا بحاجة إلى أن نكون في عجلة من أمرنا لخفض أسعار الفائدة.
وكتب كوينسي كروسبي، كبير الاستراتيجيين العالميين في LPL Financial، في مذكرة يوم الأربعاء الماضي، إنه مع المشهد الاقتصادي الذي يدعمه سوق العمل المرن، والإنفاق الاستهلاكي القوي، لا يزال بنك الفيدرالي الأميركي قلقاً بشأن انخفاض الأجور الذي لا يزال يعاني ارتفاع أسعار الفائدة.