كان العام الماضي عاماً مزدهراً للأسواق، ورغم ذلك يتضح من مؤشرات قياس مخاوف وتطلعات المستثمرين أن الاتجاه السائد هو الخوف من المستقبل، وهذا ما يتفق مع قائمة الموضوعات الأكثر قراءة في المواقع الاقتصادية.
يشير مؤشر الخوف والجشع المنشور على موقع سي إن إن إلى أن المحرك الأساسي للأسواق الآن هو «الخوف» من الخسائر وليس الطمع في تحقيق الأرباح.
ومؤشر الخوف والجشع عبارة عن مجموعة من سبعة مؤشرات فرعية تقيس بعض جوانب سلوك سوق الأوراق المالية وهي: زخم السوق، وتماسك أسعار الأسهم، وعمق السوق، والخيارات المستقبلية للبيع والشراء، والطلب على السندات الرديئة، وتقلبات السوق، والطلب على الملاذات الآمنة.
ويتتبع المؤشر مدى انحراف هذه المؤشرات عن متوسطاتها مقارنة بانحرافها القياسي.
وتتراوح قيمة المؤشر من صفر إلى 100، حيث (أقل من 25 تعني خوفاً شديداً) و(من 25 إلى 50 تعني خوفاً) و(50 تعني محايداً)، و(من 50 إلى 75 تعني طمع المستثمرين في تحقيق الأرباح)، و(أكثر من 75 تعني طمعاً شديداً).
وتبلغ قيمة المؤشر الآن 28 نقطة، أي أن الخوف هو المحرك الرئيسي للأسواق الآن، وأن الخوف الشديد (عند أقل من 25 نقطة) قريب جداً من التحقق.
وبالطبع لا تقرر مشاعر الخوف فقط اتجاهات السوق، ولكنها تنبه المستثمرين إلى أن مشاعرهم وتحيزاتهم، التي يمكن أن تؤثر في قراراتهم، تميل إلى المخاوف، ربما بما يتعارض مع الأدوات التحليلية الأخرى.
الأكثر قراءة.. الأقل بهجة
على جانب آخر، أجرت وكالة رويترز تحليلاً لأكثر الأخبار قراءة على عدة منصات، ووجدت أن التفضيل الرئيسي للقرّاء هو متابعة الأخبار السلبية، حيث كان المقال الخاص باقتراب منطقة اليورو من أزمة أخرى هو الأكثر قراءة، وينافسه على الصدارة مقال حول تحذير من انهيار أسهم الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة، يليه تحليل مُعمق عن تفكك ظاهرة (carry trade) في الأسواق اليابانية، وفي المركز الخامس تحذير المستثمر الخبير جورج سوروس من الديون الأميركية، وأشار موقع رويترز أيضاً إلى افتنان القراء بجهود إنتل المتعثرة لمواكبة شركات تصنيع الرقائق المنافسة.
على موقع Breakingviews.com التابع لرويترز شهدت الأخبار المتعلقة بالمخاوف من عهد ترامب رواجاً هائلاً، بدايةً من أسعار الفائدة إلى اليوان الصيني وعمليات الدمج والاستحواذ اليابانية على الصناعات الأميركية، بالإضافة إلى المتابعة الجيدة لأخبار الكوارث الطبيعية الناتجة عن التغيّر المناخي.
أمّا عن شخصيات العام الأكثر متابعةً فكانت مؤسس شركة تسلا، إيلون ماسك، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والعائلة المالكة البريطانية.
ولكن كانت هناك بعض الأخبار الإيجابية التي شهدت إقبالاً معقولاً، مثل دراما صفقات الاندماج والاستحواذ، مثل محاولات استحواذ شركة نيبون ستيل اليابانية على شركة يونايتد ستيتس ستيل، وغزو شركة التأمين اليابانية نيبون لايف الولايات المتحدة، والاندماج المقترح بين شركتي صناعة السيارات اليابانية هوندا ونيسان.
أمّا عن حلقات البودكاست، فقد لاحظت رويترز ارتفاع عدد المستمعين للحلقات المرتبطة بطفرة الذكاء الاصطناعي، ولكن من تتصدر القائمة هي حلقة «تحذير مؤرخ مالي من طفرة الذكاء الاصطناعي».