أعلنت الخارجية الروسية، يوم الثلاثاء، موافقة موسكو على تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود.
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين بأن موسكو مستعدة لتمديد مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود لمدة 60 يوماً فقط، بدلاً من 120 يوماً كما كان التجديد السابق، حسب ما ذكر «المكتب الصحفي للأمم المتحدة» في بيان نُشر يوم الاثنين.
وفي المقابل، قال مسؤول كبير في الحكومة الأوكرانية يوم الثلاثاء إن أوكرانيا ستلتزم ببنود الاتفاقية التي وقعتها يوليو تموز الماضي بشأن تمديد لمدة 120 يوماً، وفقاً لـ«رويترز».
وأشارت أوكرانيا إلى أن اتفاق يوليو ينص بوضوح على أن تمديد الاتفاقية يجوز لمدة لا تقل عن 120 يوماً، ويجب تعديل الاتفاقية الأصلية إذا أرادت الأطراف شروطاً أقصر.
في غضون ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجدداً أن المنظمة «ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على نزاهة مبادرة حبوب البحر الأسود وضمان استمراريتها»، في حين أكّدت وزارة الدفاع التركية يوم الثلاثاء -وفق رويترز- أن المحادثات بشأن تمديد الاتفاقية ما زالت مستمرة.
ما هي مبادرة حبوب البحر الأسود؟
بعد اضطراب سلاسل توريد الحبوب بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، عقدت الأمم المتحدة وتركيا مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود -التي سمحت لأوكرانيا بتصدير المنتجات الزراعية بعد الغزو الروسي- في يوليو تموز الماضي، وتم تجديدها في نوفمبر تشرين الثاني 2022.
منذ توقيعها، سمحت المبادرة بتصدير 24 مليون طن من الحبوب وأكثر من 1600 سفينة عبر البحر الأسود، حيث توجهت 55 في المئة من الصادرات الغذائية إلى البلدان النامية، بحسب بيان الأمم المتحدة.
وقالت كييف إنها تريد تمديد الصفقة لمدة عام واحد على الأقل وإنها تريد تضمين موانئ مدينة ميكولايف.
التأثير على إمدادات الحبوب
عندما أغلقت روسيا موانئ أوكرانيا بعد غزوها في فبراير 2022، حاولت أوكرانيا تصدير أكبر قدر ممكن من المنتجات عن طريق البر باستخدام الشاحنات والقطارات.
وأقام «الاتحاد الأوروبي» ما أسماه «ممرات التضامن»، حيث يمكن شحن الحبوب الأوكرانية من موانئ بحر البلطيق، وكذلك من ميناء كونستانتا الروماني.
ومع ذلك، فإن الافتقار في سعة الطرق البرية والسكك الحديدية يعني أن أوكرانيا لا تستطيع تصدير أكثر من نحو 10 في المئة من حبوبها، التي لا تشمل القمح فقط بل أيضاً الشعير والذرة، عن طريق البر.
وفي حديث مع «CNN الاقتصادية»، أكد مستشار السياسات الاقتصادية هادي فتح الله أن هذه الاختلافات لن تهدد استمرار الاتفاقية وأن هذه النقاشات حول تجديدها 60 مقابل 120 يوماً «مجرد لعبة شد الحبل، إذ إن روسيا تمتلك كميات ضخمة من الإنتاج عليها تصريفها وموسم القمح المقبل بات قريباً بين يونيو حزيران ويوليو تموز».
وأشار فتح الله إلى أنّه وفق المعادلات غير المعلنة لم تفرض الولايات المتحدة عقوبات غذائية على روسيا، لكنها في المقابل لن تمرر لموسكو التحويلات المصرفية الدولية إذا لم تفتح الأخيرة موانئها أمام تمرير الشحنات الكبيرة الأوكرانية.
وقال: «ميناء البحر الأسود هو الطريق الوحيد والأكبر الذي يمكن لأوكرانيا استخدامه إذا أرادت تصدير منتجاتها».
وختم فتح الله حديثه بالقول: «في النهاية يجب أن يتم تمديد هذا الاتفاق لأنه يصب في مصلحة الجانبين».