واصلت أسعار الذهب الارتفاع لتتجاوز ألفَي دولار للأوقية يوم الاثنين، مسجلة أعلى مستوياتها في أكثر من عام، وسط حالة عدم يقين تسود الأسواق المالية بعد انهيار عدد من البنوك العالمية خلال الأسبوعين الماضيين.
وصعدت العقود الآجلة للذهب تسليم أبريل نيسان بنسبة 1.66 في المئة أو 32.80 دولار لتصل إلى 2006 دولارات للأوقية يوم الاثنين، بحسب بيانات «CNN».
لماذا يرتفع الذهب بهذه القوة؟
أوضح عاصم منصور الخبير الاقتصادي لدى شركة «أوربكس»، في تصريحاته لـ«CNN الاقتصادية»، أن ارتفاعات الذهب في الوقت الحالي ترجع إلى عدة عوامل، منها الأزمة المصرفية العالمية في ظل انهيار عدد من البنوك وعلى رأسها «سيليكون فالي».
ذلك بالإضافة إلى تخفيف الاحتياطي الفيدرالي لوتيرة تشديد السياسة النقدية، وتراجع عائدات السندات الأميركية، والمخاوف من الركود التي تسيطر على المشهد الاقتصادي.
وقال منصور «لأول مرة نتوقع رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة 25 نقطة أساس بدلاً من 50 نقطة أساس سابقاً»، لافتاً إلى بدء ظهور احتمالية إبقاء الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير، وهو ما ساعد أسعار الذهب على عكس الاتجاه الهابط منذ بدء تشديد الفيدرالي لوتيرة رفع الفائدة.
هل يواصل الصعود؟
يتوقع منصور استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الأشهر المقبلة، مشيراً إلى مستوى 2075 دولاراً للأوقية باعتباره المستهدف التالي للأسعار، وذلك في حالة استمرار العوامل الحالية.
وأضاف «رأينا وصول الذهب إلى 2070 دولاراً في أوائل أزمة كوفيد- 19 عام 2020، ثم زار المستوى نفسه عقب حرب أوكرانيا.. عندما يكرر اختبار المستوى هذا العام سيكون بسبب مخاوف الركود الاقتصادي».
ومع ذلك، قد يتخلى الذهب عن ارتفاعه الحالي، ويعود للانخفاض في حالة احتواء الأزمة وعدم تعثر البنوك وانحسار المخاوف الاقتصادية، بحسب ما أشار له عاصم منصور.
وتنتظر الأسواق المالية اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي المستمر على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء.
وقال منصور عن توقعات رفع الفائدة إنه «رغم التطورات الأخيرة، أولوية الفيدرالي هي التضخم، لذا رفع الفائدة 25 نقطة أساس هو الأرجح في الوقت الحالي، لأنه قبل الأزمة كان من المتوقع رفعها 50 نقطة أساس».
كما يراقب المستثمرون عن كثب تطورات أزمة المصارف العالمية، مع متابعة تعامل البنوك المركزية مع الأزمة وكيفية احتوائها لما له من تأثير مباشر على تحركات أسعار الذهب في الوقت الحالي.