تعرضت مستودعات منظمة أطباء بلا حدود للنهب مع استمرار العنف في السودان بين الجيش الوطني وقوات الدعم السريع على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار، وفق بيان يوم الأربعاء.

.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود، التي تدير مشاريع طبية في 10 ولايات في السودان، قد حاولت توسيع نطاق أنشطتها الطبية منذ اندلاع العنف الدموي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل نيسان.

وقالت المنظمة إن جهود تكثيفها تتعرقل باستمرار بسبب العنف والتوغلات المسلحة العدوانية والنهب والاحتلال المسلح لمبانيها، فضلاً عن التحديات الإدارية واللوجستية.

.

وقال منسق الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في السودان جان نيكولاس أرمسترونغ دانغلسر في بيان «إننا نشهد انتهاكاً للمبادئ الإنسانية وتقلص مساحة عمل العاملين في المجال الإنساني على نطاق لم أره من قبل».

وأضاف «بعد نهب أحد مستودعاتنا الطبية في الخرطوم، تم فصل الثلاجات نزع الأدوية، وتدمرت أنظمة التبريد بأكملها، ما أفسد الأدوية ولا يمكن استخدامها لعلاج أي شخص».

ويأتي ذلك بعد هدنة تم الاتفاق عليها في محادثات في جدة يوم السبت، والتي تُتابعها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

وجاء الاتفاق بعد خمسة أسابيع من المعارك الضارية، وهدفه السماح بإيصال الإغاثة الإنسانية وانسحاب القوات من المستشفيات، وكان من المقرر أن يبدأ اتفاق وقف إطلاق النار مساء الاثنين.

وقال البلدان في بيان مشترك في وقت متأخر يوم الثلاثاء إن الاستعدادات لعمليات الإغاثة الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها قد بدأت.

وعزز اتفاق وقف إطلاق النار الآمال في توقف الحرب التي تسببت في نزوح ما يقرب من 1.1 مليون شخص من ديارهم، بما في ذلك أكثر من 250 ألفاً فروا إلى الدول المجاورة.

وحتى قبل بدء العنف، كان ملايين الأشخاص في السودان والدول المجاورة يعتمدون على المساعدات بسبب الفقر والصراعات الداخلية.

ونتيجة للاشتباكات أُغلقت العديد من محلات البقالة والمخابز والمطاحن، ما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، كما نُهبت المساعدات الغذائية من مخازن المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية شؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي وغيرها من المنظمات الدولية غير الهادفة للربح، وفقاً لما قال كيوي ومسؤول بارز في الأمم المتحدة لـ«CNN الاقتصادية».

وتسعى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للحصول على 445 مليون دولار إضافية لمواجهة الهجرة الجماعية المتوقعة لـ860 ألف شخص إلى ستة من جيران السودان السبعة -تشاد ومصر وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى- بحلول أكتوبر تشرين الأول.

وتوقّع رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، بيتر كيوي، في تصريح سابق لـ«CNN الاقتصادية» ارتفاع قيمة الاحتياجات الإنسانية في السودان إلى مثلي ما كانت عليه قبل الاشتباكات الأخيرة في منتصف أبريل نيسان لتصل إلى 3.4 مليار دولار.