تنتهي اتفاقية تصدير الحبوب بين أوكرانيا و روسيا التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا هذا الأسبوع، ما يضع مصير الصادرات الأوكرانية عند منعطف خطر، في الوقت الذي ترفض فيه موسكو تمديد الاتفاقية لفترة جديدة.

وأكد شاهد عيان لوكالة رويترز يوم الأحد، خروج آخر سفينة تصدير حبوب مُصرح لها بمغادرة البلاد، وبذلك يصل إجمالي السفن الخارجة من الموانئ الأوكرانية إلى 1004 سفن خلال فترة اتفاقية حبوب البحر الأسود، وفقاً للأمم المتحدة.

وحثت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يوم الخميس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تمديد الاتفاقية، قائلة «الكرة الآن في ملعب بوتين، والعالم يراقبها»، كما حذرت من أن عدم تمديد الاتفاق سيؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي العالمي.

لماذا يهتم العالم باتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية؟

أوكرانيا هي واحدة من أكبر مصدري الحبوب في العالم، إذ تزود السوق العالمية بنحو 45 مليون طن من الحبوب سنوياً، بحسب بيانات الأمم المتحدة، ولكن بعد الغزو الروسي للبلاد، في أواخر فبراير شباط 2022، تأثرت الإمدادات بشكل حاد، ما هدد استقرار الأمن الغذائي العالمي.

وسمحت اتفاقية حبوب البحر الأسود التي وقعت عليها موسكو وكييف تحت إشراف تركيا والأمم المتحدة في الثاني والعشرين من يوليو تموز 2022، باستئناف صادرات الحبوب والمواد الغذائية الأخرى عبر الموانئ الأوكرانية.

وكشفت بيانات مركز التنسيق المشترك لمبادرة حبوب البحر الأسود التابع للأمم المتحدة، أنه استطاعت الموانئ الأوكرانية تصدير نحو 32.9 مليون طن من المنتجات الزراعية، إلى 45 دولة في ثلاث قارات بموجب الاتفاقية حتى الآن.

وأوضحت بيانات المركز الصادرة، يوم السبت، أن قارة آسيا استحوذت على أكثر من 46 في المئة من صادرات المنتجات الزراعية، يليها أوروبا ثم إفريقيا، مع 41.5 في المئة، و12.25 في المئة على الترتيب.

كما أظهرت وكالة الأنباء الروسية (تاس) أن الذرة شكلت نحو 51 في المئة من إجمالي الشحنات، في حين استحوذ القمح على 27 في المئة من شحنات المنتجات الزراعية، ثم حبوب عباد الشمس وزيت عباد الشمس مع نحو ستة في المئة وخمسة في المئة على الترتيب من إجمالي الشحنات.

الاتفاقية عند منعطف «خطر»

ذكر مصدر دبلوماسي في تركيا لوكالة «تاس» يوم الأحد، أن قرار تمديد مبادرة حبوب البحر الأسود قد يُتخذ في اللحظة الأخيرة، إذ إنه لا يوجد مؤشر حتى الآن على أن المناقشات وصلت إلى حل وسط.

وأكد المصدر أن تركيا ستبذل جهدها لإطالة أمد الصفقة في الوقت المتبقي قبل انتهاء صلاحيتها، لكن يجب أن تستعد الأسواق لإمكانية تعليق روسيا مشاركتها في الاتفاقية.

وقال بوتين يوم السبت، إن «التزامات الدول بإزالة العقبات أمام صادرات الأغذية والأسمدة الروسية، والتي كانت جزءاً من مبادرة حبوب البحر الأسود، لم يُوفَ بها حتى الآن، والهدف الرئيسي للاتفاق لم يُحقق»، وهو زيادة إمدادات الحبوب إلى البلدان المحتاجة.

ومن المقرر أن ينتهي أجل اتفاقية حبوب البحر الأسود، غداً الاثنين 17 يوليو تموز إذا لم توافق موسكو على تمديدها، بينما تراقب الأسواق عن كثب القرار الروسي، وما قد يسفر عنه من تداعيات على الأسواق العالمية.