يؤجج تصاعد الصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل وغزة مخاوف المستثمرين من اضطراب الأسواق المالية، خاصة مع اقتراب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي والبيانات الأميركية الرئيسية ونتائج أعمال الشركات الكبرى.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم السبت، إن القوات الإسرائيلية بدأت المرحلة الثانية من حرب غزة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحفي «هذه هي المرحلة الثانية من الحرب التي أهدافها واضحة وهي تدمير قدرات حماس العسكرية وإعادة الرهائن».

تأثير حرب غزة وإسرائيل على أسعار الذهب والنفط

وتزايد قلق المستثمرين بشأن اتساع رقعة الصراع في الأيام الأخيرة بعد أن مدت الولايات المتحدة الشرق الأوسط بمزيد من العتاد العسكري، في وقت تواصل فيه إسرائيل قصفها غزة وأماكن أخرى في لبنان وسوريا.

والولايات المتحدة هي أكبر داعم عسكري لإسرائيل، إذ تقدم لها مساعدات دفاعية بقيمة 3.8 مليار دولار سنوياً.

وقال راندي فريدريك، المدير الإداري للتداول والمشتقات في شركة تشارلز شواب «الوضع في إسرائيل يسبب الكثير من القلق».

ويوم الجمعة، ارتفعت تسوية العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 2.9 في المئة إلى 90.48 دولار للبرميل بفعل مخاوف من أن الصراع قد يعطل إمدادات الخام، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.14 دولار، أو 2.6 بالمئة، إلى 85.35 دولار للبرميل.

وارتفع السعر الفوري للذهب، وهو ملاذ آمن للمستثمرين القلقين، فوق مستوى ألفي دولار للأوقية، وذلك للمرة الأولى منذ منتصف مايو أيار.

وفي مذكرة يوم الجمعة، قال محللون في (كابيتال إيكونوميكس) إن استجابة سوق النفط للصراع كانت «هادئة» حتى الآن.

وأضافوا «مع ذلك، فإن أي إشارة بتورط دول أخرى في المنطقة في الصراع من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل حاد».

وتزداد المخاوف من أن الصراع في قطاع غزة قد يمتد ويعطل الإمدادات من إيران أحد أكبر منتجي النفط عالمياً، والتي تواجه اتهامات من قبل الولايات المتحدة بأنها تدعم حماس.

ويمكن أن تؤثر حرب أوسع نطاقاً أيضاً على الشحنات القادمة من السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، وغيرها من كبار المنتجين في الخليج.

وأبقى محللون من غولدمان ساكس توقعاتهم لسعر خام برنت في الربع الأول من 2024 عند 95 دولاراً للبرميل لكنهم أضافوا أن تراجع الصادرات الإيرانية قد يدفع الأسعار الأساسية للارتفاع بنحو خمسة في المئة.

عوائد سندات الخزانة

وقال بيتر كارديلو، كبير اقتصاديي السوق في شركة (سبارتان كابيتال) للأوراق المالية، إنه إذا أدى تصعيد الصراع إلى قيام الولايات المتحدة بزيادة الإنفاق المرتبط بالحرب ما يؤدي إلى زيادة العجز، فقد ترتفع عوائد سندات الخزانة إلى ما يتجاوز أعلى مستوياتها منذ 16 عاماً التي وصلت إليها بالفعل.

ويتوقع بعض المستثمرين أيضاً أن يؤدي اتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وغزة إلى شراء سندات الخزانة كملاذ آمن، ما قد يخفف الضغط على الأسهم والأصول الأخرى.

وانخفض مؤشر (ستاندرد آند بورز 500) بأكثر من 10 في المئة منذ أواخر يوليو تموز، عندما وصل إلى أعلى مستوياته لعام 2023، على الرغم من ارتفاع المؤشر بأكثر من 7 في المئة منذ بداية العام حتى الآن.

وقالت (يو بي إس غلوبال ويلث مانغمنت) في مذكرة يوم الجمعة «حتى الآن، لم تكن السندات الحكومية الأميركية تؤدي وظيفتها المعتادة كملاذ آمن».

«ومع ذلك، فإن تصعيد الصراع من المرجح أن يحوِّل الانتباه بعيداً عن مخاوف السياسة النقدية ويعزز الطلب على سندات الخزانة كملاذ آمن».

وأضافت أن الذهب والنفط يمكن أن يوفرا أيضاً تحوطات ضد التقلبات على المدى القريب.

من المقرر أن يقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي أحدث بيان للسياسة النقدية يوم الأربعاء المقبل، مع توقعات بالإبقاء على سعر الفائدة كما هو عليه بعد الزيادة الأخيرة في يوليو تموز.

وتتوقع مؤسسة فيتش سوليوشنز تذبذب أسعار النفط بين 80 و95 دولاراً في أواخر عام 2023 وأوائل 2024، مع ارتفاع عوائد السندات الأميركية قصيرة وطويلة الأجل مدفوعة بالنمو والتضخم وتوجهات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة.

كما توقعت تداول الذهب بالقرب من أعلى مستوياته التاريخية على الإطلاق عند 2075 دولاراً للأوقية في حالة تحقق هذا السيناريو.