ارتفعت أسعار النحاس والحديد خلال الشهر الجاري لتتعافى من خسائرها الأخيرة بدفعة من تفاؤل الأسواق مع عودة الطلب القوي للصين على المواد الخام، والمخاوف من نقص الإمدادات في السوق العالمية.

ووصلت أسعار النحاس إلى أعلى مستوياتها منذ أبريل نيسان 2023 مسجلة صعوداً بنسبة 4.12 في المئة خلال الأسبوعين الأولين من مارس آذار، بعدما هبطت على مدار فبراير شباط بنحو 1.74 في المئة.

كما حققت خام الحديد أكبر ارتفاع أسبوعي له في ستة أشهر، بعدما تراجعت أسعار العقود الآجلة منذ بداية العام بنسبة 19.5 في المئة في بورصة سنغافورة، وبنحو 25.3 في المئة في بورصة داليان.

ويأتي التعافي الأخير وسط تزايد التفاؤل بشأن فرص التعافي الاقتصادي في الصين أكبر مستهلك لخام النحاس والحديد في العالم، فضلاً عن محدودية العرض التي تواجه السوقين.

النحاس ونقص الإمدادات

واجه منجم لاس بامباس في بيرو، والذي يمثّل ما يقرب من اثنين في المئة من إمدادات النحاس العالمية، انتكاسات عديدة بسبب التوترات المحلية، وعلى الرغم من أن المنظمة لا تزال عاملة حالياً، فإن التوسع المحتمل في العمليات قد أثار بالفعل حفيظة المنظمات المحلية.

وتعتبر تشيلي وبيرو أكبر منتجي ومصدري خام النحاس في العالم، إذ يضمان معاً نحو ثلث إنتاج العالم من النحاس، بحسب بيانات ريفينتيف، فيما تصنف الصين كأكبر منتج ومصدر للنحاس المكرر عالمياً.

وأدّى انقطاع الإمدادات من مناجم مثل لاس بامباس وكوبري بنما إلى تزايد احتياج المصاهر في الصين إلى المواد الخام، ما يهدد إمدادات سبائك النحاس العالمية.

توقعات خام الحديد

رفعت وكالة التصنيف الائتماني (فيتش) توقعاتها لأسعار خام الحديد للأعوام من 2024 حتى 2024، وسط محدودية العرض، حسبما أفاد تقرير لـ«ستيل أوربيس».

وتوقعت الوكالة وصول سعر خام الحديد في عام 2024 إلى 105 دولارات للطن بدلاً من 95 دولاراً المتوقعة سابقاً، وفي عام 2025 إلى 90 دولاراً للطن بدلاً من 80 دولاراً سابقاً، على أن يتراجع إلى 85 دولاراً للطن بدلاً من 75 دولاراً في التوقعات السابقة.

وأرجعت الوكالة توقعات شهر مارس إلى المشكلات التشغيلية التي تواجه العديد من كبار منتجي السلع الأساسية بسبب نقص الاستثمار منذ عام 2020، ما يعوق قدرتهم على زيادة الإنتاج إلى المستويات المخططة، ويضغط على المعروض في الأسواق.

كما عززت تصريحات رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ من تفاؤل الأسواق بشأن الطلب على خام الحديد، إذ قال إن الخطوات المتخذة للحد من المخاطر في قطاع العقارات وديون الحكومات المحلية أظهرت تطوراً إيجابياً.

وتصنف الصين كأكبر مستورد لخام الحديد في العالم، وبالتالي فإن خطط الدولة في قطاع العقارات يكون لها تأثير مباشر على حركة السوق، بينما تعتبر أستراليا أكبر مصدر للخام يليها البرازيل وكندا.

خفض أسعار الفائدة عالمياً

يتوقع المحللون لدى غولدمان ساكس أن تحقق سوق السلع العالمية انتعاشاً مع اتجاه البنوك المركزية العالمية إلى خفض أسعار الفائدة، إذ أشار الاحتياطي الفيدرالي والمركزي الأوروبي إلى اعتزامهم خفض تكاليف الاقتراض هذا العام مع انحسار التضخم.

وقال المحللون لدى البنك الاستثماري، «نجد أن تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية في البيئات غير الركودية تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع مع أكبر دفعة للمعادن (النحاس والذهب على وجه الخصوص)، يليها النفط الخام».

وأضافوا، «الأهم من ذلك، أن التأثير الإيجابي على الأسعار يميل إلى الزيادة مع مرور الوقت، مع ظهور دافع النمو الناتج عن الظروف المالية الأكثر مرونة».