قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين، يوم الجمعة، إن روسيا لا تستبعد أي سيناريوهات في ما يتعلق بإمكانية إحياء اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الذي لم يَعُد سارياً.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الخميس، بعد اجتماع مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنهما ناقشا أمن الملاحة في البحر الأسود، بما في ذلك اتفاق تصدير الحبوب.
ووافقت روسيا على الصفقة التي أُبرمت بوساطة تركيا والأمم المتحدة، وسهَّل الاتفاق على مدار عام مرور الصادرات الزراعية الروسية والأوكرانية عبر البحر الأسود قبل أن ينتهي في يوليو تموز 2023.
وقالت موسكو في ذلك الوقت إنها لن تجدد الاتفاق إلا إذا تم رفع العقبات التي تحول دون وصول سلعها الزراعية إلى الأسواق العالمية.
ورداً على سؤال اليوم بشأن تجديد محتمل للصفقة في ضوء تصريحات أردوغان، قال بيسكوف «الكرملين لا يستبعد أي اتفاقات، لقد قال الكرملين، وبالمثل قال الرئيس (فلاديمير) بوتين مراراً، إنه منفتح على الحوار».
وأضاف بيسكوف أن أي اتفاق بشأن الحبوب يجب أن يكون جزءاً من حزمة من الأمور «في السياق العام للوضع الحالي».
اتفاق تصدير الحبوب
اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، أو ما يُسمى بمبادرة البحر الأسود، هو اتفاق بين روسيا وأوكرانيا وتركيا بقيادة الأمم المتحدة، تم التوقيع عليه في الـ22 من يوليو تموز عام 2022؛ بهدف عودة حجم صادرات الحبوب الأوكرانية إلى مستوى ما قبل الحرب؛ أي تصدير 5 ملايين طن متري شهرياً، وتضمن الاتفاق عدة بنود وقَّع عليها الأطراف الأربعة.
ونصَّ الاتفاق على أنه يقضي بتفتيش السفن المشاركة في تصدير الحبوب الأوكرانية عند الدخول والخروج من البحر الأسود للتأكد من عدم حمل أسلحة على متنها، وهذا ما قد أعلن عنه أطراف الاتفاق، كما تضمن الاتفاق أنه تُصدر الحبوب من خلال ثلاثة موانئ بحرية هي: أوديسا، ووچورنوموركس، ويوزهنو، على أن تكون تلك الموانئ مطلة على البحر الأسود، وأهم تلك الموانئ هو ميناء أوديسا الذي يطل على البحر الأسود.
كما يضمن الاتفاق مروراً آمناً من وإلى الموانئ الأوكرانية المنصوص عليها في بنود الاتفاق، حيث تبحر السفن التي سيتتبعها مركز التنسيق المشترك في البحر الأسود إلى مضيق البوسفور التركي، ومنه إلى الأسواق العالمية.
وتضمن أيضاً الاتفاق وجود مركز قيادة مشترك للإشراف علي عمليات الملاحة البحرية الخاصة بالسفن التي تحمل صادرات الحبوب من أوكرانيا خلال مرورها داخل البحر الأسود، ويهدف هذا المركز المشترك أيضاً إلى حل الخلافات الوارد حدوثها أثناء عمليات الملاحة البحرية بما يضمن عدم حمل سفن الشحن لأفراد محظورين أو أسلحة.
واتفق أطراف هذا الاتفاق على سريان العمل بالاتفاق لمدة 120 يوماً لحين تجديد المدة مرة أخرى، وعلَّقت روسيا الاتفاق في 29 أكتوبر تشرين الأول عام 2022 على خلفية تفجير الجانب الأوكراني جسر القرم.
وفي 13 مارس آذار 2023 أعلنت الخارجية الروسية موافقتها علي تمديد الاتفاق لمدة 60 يوماً فقط، بدلاً من 120 يوماً، على أن ينتهي العمل به في شهر مايو أيار 2023 لحين النظر بشأن تمديده مرة أخرى على أن يكون تمديد الاتفاق وفقاً للشروط التي سبق الاتفاق عليها، وذلك قبل أن تعلن الحكومة الروسية في 19 يوليو تموز لعام 2023 انسحابها من اتفاق الحبوب، وأخطرت الحكومة الروسية الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا بعدم رغبتها في تجديد الاتفاق.