ارتفعت أسعار الخام الأميركي بنحو أربعة في المئة خلال تعاملات يوم الأربعاء، بعدما كشفت بيانات مخزونات النفط الخام انخفاضاً بأعلى من المتوقع، ما عزز المخاوف من تراجع المعروض النفطي في الأسواق.

وتأتي ارتفاعات أسعار النفط من أدنى مستوياتها في عدة أشهر مدفوعة أيضاً بمخاوف من أن الصراع المتأجج في الشرق الأوسط قد يؤثر سلباً على إنتاج النفط حتى مع استمرار المخاوف بشأن ضعف الطلب على النفط الخام.

وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 4 في المئة عند 75.84 دولار للبرميل، قبل أن يتراجع قليلاً إلى 75.09 دولار للبرميل بحلول الساعة بحلول الساعة 5:20 مساءً بتوقيت غرينتش، كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.81 دولار، أو 2.37 في المئة، إلى 78.29 دولار للبرميل.

وكشف بيان إدارة معلومات الطاقة الأميركية الصادر يوم الأربعاء تراجع المخزونات بمقدار 3.728 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 2 أغسطس 2024، وهو ما يفوق توقعات السوق بانخفاض قدره 1.6 مليون برميل.

ويمتد انخفاض مخزونات النفط من الأسبوع السابق ليمثل الانخفاض السادس على التوالي في المخزونات، وكانت جميع الانخفاضات الستة أكثر حدة من توقعات الأسواق.

كما أظهرت بيانات التجارة الصينية أن واردات النفط الخام اليومية انخفضت في يوليو تموز إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر أيلول 2022.

وفي يوم الاثنين، هبطت العقود الآجلة لخام برنت إلى أدنى مستوياتها منذ أوائل يناير كانون الثاني، ولامست العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط أدنى مستوياتها منذ فبراير شباط مع تدني سوق الأسهم العالمية وسط مخاوف من ركود محتمل في الولايات المتحدة بعد بيانات ضعيفة عن الوظائف.

التوترات في الشرق الأوسط

كسرت أسعار النفط الخام سلسلة من الانخفاضات استمرت لثلاث جلسات أمس الثلاثاء، وواصلت التوترات في الشرق الأوسط تأجيج المخاوف بشأن الإمدادات في جلسة التداول اليوم الأربعاء.

يأتي هذا بينما يتأهب الشرق الأوسط لموجة جديدة محتملة من الهجمات من جانب إيران وحلفائها في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في طهران وقائد كبير في جماعة حزب الله اللبنانية في بيروت؛ ما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن مسؤولين أميركيين على اتصال مع الحلفاء والشركاء في المنطقة وإن هناك «اتفاقاً بالإجماع» على أنه لا ينبغي لأي طرف القيام بأي إجراءات تؤدي إلى تصعيد الوضع.

من جانبه، قال دانيال هاينز المحلل في إيه.إن.زد «أي تصعيد للصراع في الشرق الأوسط قد يزيد خطر اضطراب الإمدادات من المنطقة».