رغم هدوء حدة التوترات في بنغلاديش باختيار حكومة مؤقتة برئاسة محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام، فإن تداعيات الأزمة السياسية وصلت إلى صناعة الملابس التي تعد البلاد واحدة من أبرز روادها في العالم.
وخلال أيام الاحتجاجات أُغلقت مصانع الملابس الرئيسية في البلاد أربعة أيام، قبل أن تعود للعمل مرة أخرى أمس الأربعاء، ومن المتوقع أن يلقي إغلاق المصانع بظلاله على توريدات العلامات التجارية البارزة مثل إتش آند إم وزارا وبريمارك وغيرها.
وعانت بنغلاديش احتجاجات طلابية عاصفة أجبرت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على الاستقالة والفرار إلى الهند المجاورة، ليعود الحائز جائزة نوبل للسلام محمد يونس إلى بلاده ويقود حكومة مؤقتة جديدة.
صُنع في بنغلاديش
تُعدُّ بنغلاديش إحدى أكبر الدول المصنّعة للملابس الجاهزة في العالم، وتمثّل صناعة الملابس الجاهزة 83 في المئة من إجمالي عائدات التصدير في البلاد لتسهم بشكل رئيسي في اقتصاد البلاد.
وكانت بنغلاديش ثالث أكبر مصدّر للملابس في العالم العام الماضي، بعد الصين والاتحاد الأوروبي، وفقاً لبيانات منظمة التجارة العالمية.
وخلال العام الماضي سجّلت بنغلاديش صادرات قياسية من الملابس الجاهزة بلغت 47.3 مليار دولار مقابل 45.7 مليار دولار في 2022، وفقاً لبيانات جمعية مصنّعي ومصدري الملابس في بنغلاديش.
ويعمل في صناعة الملابس في بنغلاديش أكثر من 4 ملايين شخص، ما يجعلها مصدراً مهماً للتوظيف والدخل في البلاد.
وتستحوذ دول الاتحاد الأوروبي وأميركا وإنجلترا على معظم صادرات بنغلاديش من الملابس الجاهزة.
وبلغت صادرات بنغلاديش إلى دول الاتحاد الأوروبي العام الماضي 23.3 مليار دولار، فيما سجّلت الصادرات إلى أميركا 8.2 مليار دولار والصادرات إلى إنجلترا 5.34 مليار دولار، بحسب بيانات جمعية مصنّعي ومصدري الملابس في بنغلاديش.
بنغلاديش مصنع العلامات التجارية العالمية
وتُعدُّ بنغلاديش مصنعاً كبيراً للعلامات التجارية العالمية مثل إتش آند إم وزارا ويونيكلو وبريمارك وكارفور وليفي شتراوس.
وتنتشر المصانع المملوكة لشركة إتش آند إم وزارا وبريمارك وغيرها في أنحاء البلاد كافة، وتتنوع هذه المصانع بين مصانع كبرى ومجمعات صناعية وشركات تورّد ملابس لهذه العلامات.
ومع تصاعد التوترات السياسية في البلاد وإغلاق المصانع مدة 4 أيام، ازدادت المخاوف بشأن تعطل الإمدادات بالنسبة لصناعة الملابس العالمية.
وقالت إتش آند إم، التي تمتلك ألف مصنع لها في بنغلاديش إنها تراقب التطورات بشكلٍ مستمر في البلاد، ولن تسعى للحصول على أي خصومات متعلقة بالتأخير من مورديها هناك.
وحذّر اتحاد صناعة النسيج الهندي من أن الإغلاق قد يعطّل سلاسل التوريد وجداول الإنتاج للشركات الهندية العاملة في الدولة المجاورة.
وقال إنه من المرجّح أن تواجه الشركات الهندية التي لديها عمليات تصنيع في البلاد تحديات في الحفاظ على تدفق إنتاجها، ما يؤدي إلى التأخير والنقص المحتمل في السوق، وقد يؤثّر هذا التعطيل في توفر المنتجات وقد يجبر الشركات على البحث عن حلول تصنيع بديلة للتخفيف من التأثير.
ولم يصدر بيان رسمي بحجم الخسائر المتوقعة لهذه الاضطرابات، إذ اكتفت جمعية مصنّعي ومصدري الملابس في بنغلاديش، بالقول إنه من السابق لأوانه تقدير خسارة هذه الإغلاقات.