استقال الملياردير الإسرائيلي عيدان عوفر وزوجته باتيا من المجلس التنفيذي بجامعة هارفارد الأميركية، احتجاجاً على رد فعل قيادات الجامعة على التصعيد المسلح بين غزة وإسرائيل.

وقال الزوجان في بيان لشبكة «CNN»، «لسوء الحظ، لقد تحطمت ثقتنا في قيادة الجامعة، ولا يمكننا الاستمرار في دعم جامعة هارفارد ولجانها».

قرار الزوجين عوفر بالتنحي عن مجلس إدارة كلية كنيدي للدراسات الحكومية بجامعة هارفارد ليس أول جدل تشهده الجامعة على خلفية أحداث غزة، فخلال الأيام الأخيرة، أصدر ائتلاف من المجموعات الطلابية بالجامعة بياناً مناهضاً لإسرائيل، ما أثار ردود فعل ساخطة من مجتمع الأعمال الأميركي.

فبعد صدور البيان، دعا العديد من الرؤساء التنفيذيين وقادة الأعمال الأميركيين، بمن في ذلك مدير صندوق التحوط الملياردير بيل أكمان، إلى الكشف العلني عن أسماء الطلاب الأعضاء في الجماعات التي دعمت البيان لوضعها في القائمة السوداء التي لن يحظى أعضاؤها بفرص عمل في شركاتهم بعد التخرج.

وبرر أكمان الذي تقدر ثروته الصافية بنحو 3.6 مليار دولار أميركي، رغبته في الكشف عن أسماء الطلاب بقوله «حتى لا يقوم أرباب العمل عن غير قصد بتوظيف الخريجين المؤيدين للإرهاب في المستقبل»، وذلك على حسابه بموقع إكس.

بيان طلاب هارفارد بشأن حرب إسرائيل وغزة

وصدر البيان الطلابي في أعقاب الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وغزة، والتي أودت بحياة نحو 1200 إسرائيلي، وما لا يقل عن 14 مواطناً أميركياً، وبلغت أعداد القتلى في غزة وحدها أكثر من 2200 قتيل، وما يزيد على 8700 مصاب، حتى وقت كتابة هذا المقال.

وتضمن البيان «نحن، المنظمات الطلابية الموقعة أدناه، نحمّل النظام الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن جميع أعمال العنف الجارية».

وأضاف البيان أن ملايين الفلسطينيين في غزة «أُجبروا على العيش في سجن مفتوح»، ودعوا هارفارد إلى «اتخاذ إجراءات لوقف الإبادة المستمرة للفلسطينيين».

وذُكر في أسفل البيان أن التوقيع الأصلي للمشاركين في البيان «تم إخفاؤه في الوقت الحالي».

وقال مصدر مطّلع على الأمر لشبكة «CNN» يوم الجمعة إن الرسالة المناهضة لإسرائيل لم تكن السبب الرئيسي الذي دعا الزوجين عوفر للاستقالة وانتقاد قيادات الجامعة، وإنما رد فعل قيادات الجامعة على «هجمات غزة على إسرائيل».

وقال الزوجان «نُدين أولئك الذين يسعون لإلقاء اللوم على شعب إسرائيل على الفظائع التي ارتكبتها المنظمة الإرهابية حماس».

وأضافا أن قرارهما «بالاستقالة من مجلس الإدارة» جاء نتيجة لـ«عدم وجود دليل واضح على الدعم من قيادة الجامعة لشعب إسرائيل في أعقاب الأحداث المأساوية في الأسبوع الماضي، إلى جانب عدم استعدادهم الواضح للاعتراف بحماس لما هي عليه، منظمة إرهابية».

موقف مجلس إدارة هارفارد بعد استقالة عيدان عوفر

أزمة هارفارد بعد طوفان الأقصى.. والسبب عائلة عوفر الإسرائيلية
كلودين غاي رئيسة جامعة هارفارد الأميركية

لم تعلّق هارفارد على استقالة وانتقادات عوفر، وبدلاً من ذلك، أشارت الجامعة إلى فيديو صدر مساء الخميس يبرز بيان رئيسة الجامعة كلودين غاي.

قالت كلودين «سألني الناس عن موقفنا؛ لذا، اسمحوا لي أن أكون واضحة، إن جامعتنا ترفض الإرهاب الذي يشمل الفظائع الهمجية التي ترتكبها حماس، وكذلك ترفض جامعتنا الكراهية؛ كراهية اليهود، كراهية المسلمين، كراهية أي مجموعة من البشر على أساس عقيدتهم الدينية أو جنسيتهم، أو أي جانب من جوانب هويتهم».

.

وأضافت غاي ذات الجذور الهايتية، وهي أول شخص أسمر البشرة يتولى قيادة هذه المؤسسة التعليمية المرموقة، أن جامعة هارفارد «ترفض مضايقة أو تخويف الأفراد بناءً على معتقداتهم» و«تعزز الالتزام بحرية التعبير».

وأكدت غاي أن هذا الالتزام «يمتد حتى إلى الآراء التي يجدها الكثير منا مرفوضة، بل فظيعة، نحن لا نعاقب الناس على التعبير عن مثل هذه الآراء، لكن هذا لا يعني تأييدهم».

من هي عائلة عوفر وكيف جمعت ثروتها؟

أزمة هارفارد بعد طوفان الأقصى.. والسبب عائلة عوفر الإسرائيلية
صورة للملياردير الراحل سامي عوفر ونجله، عيدان عوفر

جمع عيدان عوفر ثروة تقدر قيمتها بنحو 20 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، إذ يحتل رجل الأعمال الإسرائيلي المرتبة الـ81 على المؤشر حتى وقت كتابة المقال.

عيدان عوفر هو ابن الملياردير سامي عوفر الذي كان أغنى رجل في إسرائيل قبل أن يرحل في عام 2011، وولد عوفر الأب في رومانيا، وانتقلت أسرته إلى فلسطين تحت الانتداب البريطاني عام 1922 بينما كان طفلاً.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية وقت وفاته، فإن «سامي عوفر وأسرته يملكان ثروة تناهز 10.3 مليارات دولار وقتها، وهو أكبر أثرياء إسرائيل؛ إذ احتل المركز التاسع والسبعين في قائمة فوربس لأثرياء العالم».

وأضافت الوكالة أن الأسرة «تمتلك إمبراطورية دولية ضخمة لسفن الشحن، كما تتعامل في الأصول المصرفية والعقارية».

وتملك مجموعة عوفر «أرصدة دولية للشحن البحري»، لكنها خضعت للتحقيق بعدما أدرجتها واشنطن على اللائحة السوداء للشركات المتعاملة مع إيران.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن مجموعة عوفر وشركة أخرى يُعتقد أنها تابعة لها، تحمل اسم تانكر باسيفيك وتتخذ من سنغافورة مقراً لها، انخرطتا في سبتمبر أيلول 2010 في بيع ناقلة بترول لشركة إيرانية رغم خضوعها للحظر المفروض على التعامل مع الشركات الإيرانية، وهو الأمر الذي نفته الشركة الإسرائيلية، وفقاً للوكالة.

ومؤخراً، تكرر ذكر اسم عيدان عوفر العام الماضي عندما تعرضت إحدى السفن المملوكة لشركته «إسترن باسيفك شيبينغ» التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها، لهجوم بقذائف قبالة سواحل عُمان، إذ حمَّل عوفر إيران المسؤولية عن ذاك الهجوم واصفاً إياه «بالاستفزاز الإيراني».