يستمر التصعيد ضد جامعة هارفارد من قبل المتبرعين من المليارديرات المانحين للجامعة، وذلك على خلفية أحداث الحرب في غزة.
وكان الملياردير والمالك السابق لفيكتوريا سيكريت ليزلي ويكسنر وزوجته أبيجيل أحدث المنضمين لقائمة المتبرعين الذين قطعوا علاقتهم بالجامعة وتوقفوا عن تقديم المنح المعهودة لها بعد ما اعتبروه موقفاً مخزياً من قبل الجامعة في الرد على هجمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل.
وقامت مؤسسة ويكسنر غير الربحية المملوكة لرجل الأعمال ليزلي ويكسنر بإنهاء علاقتها ودعمها المالي لجامعة هارفارد، في أحدث رد فعل ضد جامعة هارفارد على خلفية انتقادات المانحين الموجهة للجامعة بعدم اتخاذها إجراءات كافية للرد على هجمات حماس و البيان المناهض لإسرائيل الصادر عن المجموعات الطلابية بالجامعة.
ويأتي قرار ويكسنر وسط موجة واسعة من التهديدات بقطع المنح والمساعدات الجامعية للعديد من الجامعات المرموقة في أنحاء أميركا من قبل كبار المانحين.
وكتب القادة في مؤسسة ويكسنر في رسالة يوم الاثنين إلى مجلس المشرفين في جامعة هارفارد، «لقد صُدمنا وسئمنا من الفشل الذريع لقيادة جامعة هارفارد في اتخاذ موقف واضح لا لبس فيه ضد عمليات القتل الوحشية للمدنيين الإسرائيليين الأبرياء»، على حد قولهم.
واستشهدت عائلة ويكسنر ومؤسسته بالبيان الصادر عن ائتلاف من المجموعات الطلابية الذي ألقى اللوم على إسرائيل وحدها في الهجمات التي نفذتها حماس، وأسندت قرارها بوقف الدعم للجامعة إلى ما وصفته برد الفعل الضعيف من قبل الجامعة تجاه الأحداث الدائرة في غزة.
من هو الملياردير ليزلي ويكسنر؟
ليزلي هربرت ويكسنر هو رجل أعمال أميركي ولد في أوهايو في سبتمبر أيلول عام 1937 لوالدين من أصل يهودي روسي.
وكان الملياردير الأميركي يمتلك محفظة من أشهر العلامات التجارية من بينها (باث آند بودي وركس) و(فيكتوريا سيكريت) قبل بيع معظم أسهمها، وأسس ويكسنر إمبراطورية تجارية واسعة بدأت بشركة ذا ليميتيد لبيع الملابس، قبل أن يقوم لاحقاً بتوسيع ممتلكاته لتشمل علامات بارزة مثل فيكتوريا سيكريت، وأبركرومبي آند فيتش، وإكسبريس، وباث آند بودي وركس
موقف جامعة هارفارد
على الجانب الآخر، تمسكت إدارة جامعة هارفارد بموقفها حيال دعم حرية التعبير وإبداء الرأي، وقالت رئيسة جامعة هارفارد، كلودين غاي، إن جامعة هارفارد «ترفض التضييق على الأفراد أو تخويفهم بناءً على معتقداتهم» و«تتبنى الالتزام بحرية التعبير».
وأوضحت غاي موقف الجامعة في بيان مصور خلال الأسبوع الماضي عند بدء اندلاع الأزمة، وأكدت، “جامعتنا ترفض الإرهاب الذي يشمل الفظائع الوحشية التي ترتكبها حماس”، مضيفة “جامعتنا ترفض الكراهية، كراهية اليهود، وكراهية المسلمين، وكراهية أي مجموعة من الأشخاص على أساس عقيدتهم، أو انتماءاتهم القومية، أو أي جانب من جوانب هويتهم”.
وأكدت الجامعة على التزامها بمبدأ حرية التعبير حتى وإن كانت تعكس وجهات نظر مختلفة أو غير مقبولة أو مرفوضة من قبل الجامعة، ولكنها لا تزال تُصر على أن حرية الرأي والتعبير مكفولة للجميع ولا يمكن للجامعة قمع أيٍّ من الآراء لمجرد أنها لا تتوافق مع وجهة نظر أخرى.
ورداً على موقف الملياردير ليزلي ويكسنر في سحب تعاونه مع الجامعة، قال المتحدث باسم هارفارد في بيان، “نحن ممتنون لمؤسسة ويكسنر لدعمها طويل الأمد للمنح الدراسية للطلاب”.
ردود أفعال أخرى
وهذا ليس التصعيد الأول الذي تواجهه جامعة هارفارد على خلفية أحداث غزة، إذ سبق ذلك إعلان الملياردير الإسرائيلي عيدان عوفر استقالته وزوجته باتيا من المجلس التنفيذي لجامعة هارفارد الأميركية، احتجاجاً على رد فعل قيادات الجامعة على التصعيد الحالي بين غزة وإسرائيل.
وجاء قرار الزوجين عوفر بالتنحي عن مجلس إدارة كلية كنيدي للدراسات الحكومية بجامعة هارفارد بعد أن أصدر ائتلاف من المجموعات الطلابية بالجامعة بياناً مناهضاً لإسرائيل، ما أثار ردود فعل ساخطة من مجتمع الأعمال الأميركي.
الأمر الذي دعا العديد من الرؤساء التنفيذيين وقادة الأعمال الأميركيين، من بينهم مدير صندوق التحوط الملياردير بيل أكمان، إلى المطالبة بالكشف العلني عن أسماء الطلاب المشاركين في البيان لوضعها في القائمة السوداء التي لن يحظى أعضاؤها بفرص عمل في شركاتهم بعد التخرج.
وقد أحدث الصراع الأخير في غزة انقساماً واسعاً في الأوساط العالمية بين مؤيد ومعارض لرد فعل إسرائيل تجاه الهجمات التي شنتها حماس عليها في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وفي كندا، حذر رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، من أن بلاده شهدت «ارتفاعاً مخيفاً» في معدلات “معاداة السامية” منذ بدء الصراع الأخير في الشرق الأوسط
وقال ترودو في مؤتمر حول مكافحة معاداة السامية: «منذ اندلاع هذا الصراع، كان هناك ارتفاع مخيف للغاية في نسبة معاداة السامية هنا في الداخل»، لافتاً إلى «ارتفاع مطرد» في الآراء المعادية للسامية حتى قبل ذلك، بحسب ما أوردته لرويترز.
وخلال حديثه أدان رئيس الوزراء الكندي حركة حماس، لكنه أضاف أن «حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا تطلعاته المشروعة، إنها لا تتحدث باسم المجتمعات الإسلامية أو العربية، ولا تمثل المستقبل الأفضل الذي يستحقه الفلسطينيون أو أطفالهم».
وشهدت أحداث غزة تصعيداً مروعاً مساء الثلاثاء، بعد قصف مستشفى المعمداني في غزة، والتي خلفت مئات القتلى والجرحى من الأطفال والأطباء والطواقم الطبية، فيما وُصفت بـ مجزرة المعمداني، و توقع الخبراء والمراقبون أن تمثل هذه الواقعة نقطة تحول حاسمة في مسار الصراع الراهن بين إسرائيل وحركة حماس، والذي يتصاعد بشكل سريع وفادح على مدار الأيام السابقة.