ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية يوم الأحد أن شركة فوكسكون التايوانية، أكبر مورد لهواتف آيفون من شركة أبل، تخضع لعمليات تدقيق ضريبية في الصين في بعض الشركات الرئيسية التابعة لها، للاشتباه في انتهاكها القوانين واللوائح.
وذكرت صحيفة غلوبال تايمز المملوكة للدولة الصينية أن إدارة الموارد الطبيعية الصينية أجرت أيضاً تحقيقات ميدانية بشأن استخدام أراضي شركات فوكسكون في مقاطعتي خنان وهوبي وأماكن أخرى، ولم توضح تفاصيل التحقيقات أو توقيتها.
ويأتي التحقيق بعد أسابيع من إعلان مؤسس فوكسكون، تيري جو، ترشحه لرئاسة تايوان، والذي قال إنه لن يتعرض لضغوط من بكين، على الرغم من تركز عملياته التجارية الواسعة في البلاد.
وفي حين أنه من غير الواضح ما إذا كانت التحقيقات مرتبطة بدخول جو في السباق الرئاسي، إلا أن محللين قالوا إن هذه الخطوة ستثير قلق الشركات الأجنبية في الصين.
في عام 2022، حققت فوكسكون صافي دخل قدره 151 مليار دولار تايواني جديد، أي ما يعادل نحو 4.9 مليار دولار أميركي، ويمثل هذا انخفاضاً عن الأرباح البالغة خمسة مليارات دولار أميركي التي سجلتها الشركة في عام 2021.
وقالت فوكسكون في بيان أرسلته إلى شبكة CNN إن الالتزام بالقانون هو أحد «مبادئها الأساسية»، وأضافت «سنتعاون بشكل فعَّال مع الوحدات ذات الصلة في الأعمال والعمليات».
وقال تشانغ ون شنغ، نائب عميد معهد أبحاث تايوان بجامعة شيامن، لصحيفة غلوبال تايمز، إن التحقيقات في عملية الفحص والتدقيق في استخدام الأراضي هي إجراء عادي ينطبق على أي مؤسسة يشتبه في انتهاكها القوانين واللوائح.
وقال تشانغ «إن الشركات التابعة لشركة فوكسكون ملزمة بالتعاون بنشاط مع عمليات التدقيق والتحقيق، وإذا كانت هناك بالفعل انتهاكات للقوانين واللوائح، فيجب عليها الاعتراف بالأخطاء وقبول العقوبات والقيام بالتصحيح المطلوب».
فوكسكون أكبر مُصنِّع إلكترونيات
فوكسكون هي أكبر شركة مصنعة للإلكترونيات في العالم، وتوجد مصانع الشركة في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن غالبية القوى العاملة لديها تتمركز في الصين القارية، ووفقاً لبعض التقديرات، تقوم الشركة بتصنيع ما يقرب من 40 في المئة من جميع الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية.
تمتلك شركة فوكسكون، المعروفة أيضاً باسم هون هاي بريسيجن إنداستري، مصانع آيفون في قوانغدونغ وخنان، بما في ذلك أكبر مصنع في العالم في مدينة تشنغتشو.
ومن بين عملائها شركات أبل، ودل، وأمازون، وإتش بي، وسوني، وتوظف الشركة أكثر من مليون شخص حول العالم، وكانت واحدة من أكبر أرباب العمل في العالم في عام 2022.
وانخفضت وحدة الشركة المدرجة في شنغهاي، فوكسكون للإنترنت الصناعي، بحدها اليومي البالغ 10 في المئة يوم الاثنين، وانخفض سهم الشركة الأم فوكسكون تكنولوجي، المدرجة في تايبيه، بأكثر من 2 في المئة.
تداعيات أخرى قبيل الانتخابات القادمة
في الأسبوع الماضي، كشف مسؤولون يابانيون أن الصين اعتقلت رسمياً مواطناً يابانياً يقال إنه كان يعمل لدى شركة الأدوية أستيلاس فارما، والذي تم احتجازه سابقاً للاشتباه في انتهاكه القانون الجنائي وقانون مكافحة التجسس في البلاد.
ويتداول البعض في قطاع الأعمال الصيني إنهم يشعرون بقلق من المخاطر المتزايدة، بما في ذلك احتمال المداهمات والاعتقالات، في ثاني أكبر اقتصاد في العالم وسط حملة على الشركات الاستشارية الدولية لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
مؤسس فوكسكون يترشح للانتخابات الرئاسية
في أغسطس آب، أعلن مؤسس شركة فوكسكون ورئيسها السابق تيري جو، الملياردير السبعيني، أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية في تايوان في يناير كانون الثاني كمرشح مستقل.
وعندما سأله الصحفيون كيف يخطط للتعامل مع الضغوط التي تمارسها بكين بالنظر إلى سنواته العديدة في ممارسة الأعمال التجارية في الصين، قال جو إنه «لن يمتثل لأوامرها».
لكنه أضاف أنه لا يعتقد أن بكين ستهدد فوكسكون، لأن التداعيات العالمية ستكون ضخمة، وقال إن فوكسكون لديها عشرات الآلاف من المساهمين حول العالم، بما في ذلك شركات الاستثمار الكبرى وصناديق التقاعد.