ارتفعت أسهم شركة مايكروسوفت إلى أعلى مستوياتها، يوم الاثنين، عقب ضم سام ألتمان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة أوبن إيه آي إلى رئاسة قسم ابتكار الذكاء الاصطناعي.
وبلغت أسهم عملاق التكنولوجيا نحو 377.18 دولار، وفقاً لأحدث بيانات ريفينيتف، بعدما بدأت تعاملات اليوم ذاته 377.10 دولار.
تعيين ألتمان في مايكروسوفت
تعتبر مايكروسوفت أكبر مساهم في شركة أوبن إيه آي، باستثمار قدره 13 مليار دولار.
تعيين ألتمان أنهى أياماً من التكهنات بأن الرئيس التنفيذي السابق لأوبن إيه آي، قد يعود إليها بعد إقالته المثيرة للجدل.
وتسعى مايكروسوفت، أحد الداعمين الماليين للشركة الناشئة أيضاً، إلى ضم غريغ بروكمان أحد الشركاء المؤسسين لشركة أوبن إيه آي الذي استقال عقب استغناء الأخيرة عن ألتمان.
من جهتها، عيّنت أوبن إيه آي إيميت شير الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لخدمة البث المباشر لأمازون (تويتش) رئيساً تنفيذياً مؤقتاً؛ الذي بدوره قال إن هذا المنصب يعتبر فرصة العمر التي لا تتكرر، مبيناً أن الشركة تعد من أهم الشركات التي تأسست في الوقت الحالي.
وحول إقالة ألتمان، قالت مصادر مطلعة، إن خلافه مع مجلس الإدارة تمحور حول رغبته في تطوير الذكاء الاصطناعي بشكلٍ أكبر بينما فضّلت الإدارة التحرك بحذر في عملية التطوير.
وتتزامن الإقالة مع فوز الشركة باستثمارات بمليارات الدولارات من مايكروسوفت كجزء من شراكة لنشر أداة شبيهة بتشات جي بي تي عبر محرك البحث الخاص بالأولى، مايكروسوفت بينغ، بينما كانت تُجرى مباحثات بين مسؤولي أوبن إيه آي ومصمم آيفون جوني إيف لجمع تمويل بقيمة مليار دولار من مجموعة سوفت بنك اليابانية لتصميم جهاز ذكاء اصطناعي يحل محل الهواتف الذكية.
مستقبل أوبن إيه آي
كانت أوبن إيه آي، عيّنت ميرا موراتي، رئيس قسم التكنولوجيا في منصب الرئيس التنفيذي مؤقتاً، قبل تعيين شير البالغ من العمر أربعين عاماً، الذي يرى أنه حتى لو لم يصبح الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً من الذكاء البشري، فمن الممكن أن يعيث فساداً بالطريقة نفسها التي يفعلها البشر.
ومع استمرار أحداث الدراما التي شبهها براين فانغ في تقريره بمسلسل (صراع العروش) خلال عطلة نهاية الأسبوع، كثرت الأسئلة حول مصير ألتمان.
تثير الأحداث المذهلة التي وقعت خلال الستين ساعة الماضية تساؤلات عميقة حول مستقبل الشركة، خاصة أنها الشركة التي جلبت للعالم ذكاء تشات جي بي تي الاصطناعي، وأطلقت نقاشاً عالمياً حول وعد الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومخاطره.
قد تتعرض أوبن إيه آي لمزيد من المخاطر، إذ سيتعين على شير التعامل مع فريق مجلس الإدارة الذي أدلى بصوته لصالح إثارة الأزمة والذي يُزعم أنها وضعت حجر الأساس لانهيار الشركة.
وبينما يتعهد بالتحقيق في الأحداث التي أدت إلى إقالة ألتمان، يجب على شير إعادة لم شمل الفريق، وتسويق الشركة عالمياً من جديد، وإنقاذ مكانتها كمطور رائد للذكاء الاصطناعي، في صناعة تتغير جذرياً مع رحيل ألتمان.
على الرغم من شهرة شير بإطلاقه شركة وسائط اجتماعية استحوذت عليها أمازون في عام 2014 مقابل 970 مليون دولار، فإن مستقبله في الشركة ما زال مجهولاً خاصة مع ارتفاع أسهم مايكروسوفت التي قد تستفيد من رؤى ألتمان.
ومع عمل ألتمان وحلفائه داخلياً في شركة مايكروسوفت، فإن شير وأي شخص يخلفه في منصب الرئيس التنفيذي الدائم لشركة أوبن إيه آي، قد يُحجب إلى الأبد.
(كريستال هور – CNN)