أعلنت شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن إم إس سي، ومقرها سويسرا، في بيان يوم السبت، أنها ستتوقف عن استخدام قناة السويس بعد هجوم على إحدى سفنها جنوب البحر الأحمر، وفقاً لوكالة رويترز.

وذكرت إم إس سي أنها ستعيد توجيه بعض السفن حول رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي لإفريقيا، ما يضيف أياماً إلى وقت إبحار السفن التي كان مقرراً عبورها من قناة السويس.

وقالت إم إس سي، وهي أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم، إنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات، لكن السفينة تعرضت لبعض الأضرار الناجمة عن حريق وخرجت من الخدمة.

وتُقدر القيمة السوقية لشركة البحر الأبيض المتوسط للشحن بنحو 100 مليار دولار، والشركة مملوكة لمؤسسها جيانلويجي أبونتي وعائلته، ويضم أسطولها 800 سفينة بقيمة تتعدى 40 مليار دولار، وفقاً لموقع فيسل فاليو.

إم إس سي تعلن توقفها عن استخدام قناة السويس

كما أعلنت مجموعة الشحن الفرنسية (سي إم إيه سي جي إم) يوم السبت، أنها أوقفت عبور جميع شحنات الحاويات من البحر الأحمر في أعقاب الهجمات على سفن تجارية في المنطقة، وذلك على غرار مجموعتَي (ميرسك) الدنماركية و(هاباغ-لويد) الألمانية.

وقالت المجموعة في بيانها إن «الوضع يتدهور أكثر والمخاوف بشأن السلامة تتزايد».

وأضافت «لذلك قررنا إصدار تعليمات لجميع سفن الحاويات التابعة لمجموعة (سي إم إيه سي جي إم) في المنطقة، والتي من المقرر أن تمر من البحر الأحمر بالوصول إلى مناطق آمنة وإيقاف رحلاتها في مياه آمنة فوراً حتى إشعار آخر».

كانت جماعة الحوثي أعلنت تعرض السفينة إم إس سي بالاتيوم 3 التي ترفع العلم الليبيري، لهجوم يوم الجمعة بطائرة مسيرة في مضيق باب المندب في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر.

تأثير الهجوم على السفن التجارية على قطاع الشحن البحري

هذا الحادث لا يعد الأول من نوعه، إذ تكررت هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر خلال الأسابيع الماضية تزامناً مع الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

وكان حساب تابع لقوات الحوثي على موقع إكس أعلن في وقت سابق عن نية الجماعة «استهداف جميع أنواع السفن» التي تحمل علم أو تمتلكها أو تقوم بتشغيلها شركات إسرائيلية، نظراً للتصعيد الذي يشهده قطاع غزة، بحسب وصفها.

.

وشهدت سوق التأمين البحري العالمي العديد من الاضطرابات خلال الأعوام الماضية، ما أثر على أسعار التأمين البحري بالارتفاع مع كل اضطراب سياسي أو عسكري.

وبلغ إجمالي أقساط التأمين البحري العالمي 35.8 مليار دولار أميركي في عام 2022، وهي زيادة قدرها 8.3 في المئة على عام 2021، بحسب بيانات الاتحاد الدولي للتأمين البحري، ومن المرجح أن يكون لانتعاش التجارة الدولية بعد الجائحة وتعديل أقساط التأمين وانحسار أزمة سلاسل التوريد تأثير على تلك الزيادات المسجلة.

مكانة قناة السويس كممر ملاحي عالمي

مع تصاعد وتيرة التوترات الجيوسياسية في المنطقة، تواجه قناة السويس المصرية عدة تحديات قد تمس مكانتها على خريطة الشحن العالمية.

قناة السويس، هي طريق ملاحي مهم يسمح بمرور التجارة بين الشرق والغرب، لا سيما النفط، لتجنب إهدار مزيد من الوقت وتكاليف الإبحار حول إفريقيا، وتعد واحدة من أهم مصادر الدخل القومي لمصر، إذ بلغت قيمة إيرادات قناة السويس 50.9 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية.

يأتي هذا تزامناً مع مساعي إسرائيل لتصبح مركزاً عالمياً للتجارة الدولية، إذ نشطت في السنوات الماضية في إقامة ممرات برية وشبكات سكك حديدية لتمهيد الطريق أمام السلام الاقتصادي، ولتصبح مركزاً تجارياً لأوروبا مع غرب آسيا، بالإضافة لإعلان الحكومة الإسرائيلية استئناف العمل في قناة بن غوريون، والمخطط لها ربط ميناء إيلات على البحر الأحمر بميناء عسقلان على البحر المتوسط والمتاخم للحدود الشمالية لقطاع غزة، والتي من المتوقع أن تكون منافساً لقناة السويس.