اعتبر الخبراء في تقرير نشره المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس هذا العام أن أحد أكبر المخاطر التي تهدد العالم في السنوات والعقود المقبلة هي المعلومات المضللة والخاطئة، التي باتت أكثر إقناعاً وأكثر قرباً للواقع بعد انتشار وسائط وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، شدَّد بينج شياو، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي جي 42 الإماراتية على خطورة هذه المزاعم خصوصاً بعد تعرض شركته لحملة عالمية بعد اتهامها بأن لها صلات بالحكومة والجيش الصينيين ودعوة لجنة تابعة للكونغرس الأميركي وزارة التجارة الأميركية إلى فرض قيود تجارية على المجموعة التي يقع مقرها في أبوظبي.
وفي حديثه لشبكة CNN، أكَّد بينج أن هذه المزاعم «معلومات مضللة»، مشيراً إلى أنَّ هناك «خوفاً طبيعياً من الذكاء الاصطناعي» نظراً لقوته وإمكاناته غير المكتشفة.
وقال «تعتبر المعلومات المضللة والمعلومات الخاطئة من أكبر المخاطر هذا العام، وأنا أتفق مع قادة العالم الألف وخمسمئة الآخرين الموجودين هنا في دافوس في هذا الشأن».
وفي توقعات المخاطر السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي، صنف التقرير قضيتي تغير المناخ والمعلومات المضللة باعتبارهما مصدر القلق الأكبر لعام 2024، مشيراً إلى أنه بعد عقد من الزمن، ستتصدر الاضطرابات المناخية اهتمامات رواد دافوس، تليها المعلومات المضللة، ثم الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي.
جي 42 تفند المزاعم ضدها بمنتدى دافوس
وكانت مجموعة «جي 42» الإماراتية قد فندت، في بيان رسمي، المزاعم التي أوردتها صحيفة «نيويورك تايمز» والرسالة الموجهة من الكونغرس الأميركي إلى وزارة التجارة الأميركية فيما يتعلق بالعلاقات المفترضة للمجموعة مع الحكومة الصينية.
وقالت «جي 42»، في بيان سابق، إنه «في مجال التكنولوجيا المتقدمة، اتبعنا استراتيجية تجارية منذ عام 2022 تهدف إلى التوافق بشكل كامل مع شركائنا الأميركيين وعدم التعامل مع الشركات الصينية».
وباعتبارها مؤسسة تجارية دولية، أنشأت «جي 42» شبكة عالمية من الشراكات بمرور الوقت، بما في ذلك بعض الشركات الصينية، ولكن تعتبر مثل هذه التعاقدات ممارسة معتادة بين شركات التكنولوجيا العالمية، بحسب بيان المجموعة.
وذكر الرئيس التنفيذي، بينج شياو، لشبكة CNN على هامش منتدى دافوس، «نحن نعمل مع العديد من الشركات حول العالم، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، فقد اتخذنا قرارنا منذ عام 2022 بالشراكة مع أفضل شركات العالم، مثل أوبن إيه آي المدعومة من مايكروسوفت».
وأضاف عن علاقة شركته مع مايكروسوفت، «لقد عملنا معهم بجد على مر السنين.. ورغم ذلك لم تصبح شركتنا -إذا جاز التعبير- قناة تنقل المعلومات إليهم».
آفاق الذكاء الاصطناعي في الإمارات
وفيما يخص مستقبل الذكاء الاصطناعي في الإمارات، أكد بينج شياو، أن دولة الإمارات تسير وفق نهجها الخاص، قائلاً، «أعتقد أن الإمارات ستصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي لسببين رئيسيين».
وأوضح شياو أن عدد السكان الصغير في الإمارات يجعلها في حاجة إلى إيجاد سبل أخرى غير الاعتماد على البشر للقيام بكل شيء، وذكر «لهذا السبب، منذ ثماني أو تسع سنوات مضت، قررت الدولة إنشاء أول وزارة ذكاء اصطناعي، كما أنشأت وبدأت أول جامعة للذكاء الاصطناعي في العالم».
بينما أشار إلى أن السبب الثاني هو حاجة دولة الإمارات إلى تنويع مصادر إيراداتها بعيداً عن النفط، قائلاً، «لأننا نريد أن نحتفل بالاستغناء عن النفط، نؤمن أن الذكاء الاصطناعي يمثل موارد جديدة يمكن الاستفادة منها لتنمية اقتصادنا، ولهذين السببين، فإننا نضاعف جهودنا في تطوير الذكاء الاصطناعي».
وجاءت هذه التصريحات على هامش منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس الذي ينعقد في الفترة من الخامس عشر من يناير كانون الثاني حتى التاسع عشر من الشهر ذاته.