حصل الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ، ديف كالهون، على مكافأة أسهم ضخمة بالإضافة إلى راتبه الذي يزيد على مليون دولار في العام الماضي، على الرغم من إشرافه على شركة عانت خسائر مزمنة ومشكلات تتعلق بالسلامة.

بلغ إجمالي تعويضات كالهون في عام 2023، 32.8 مليون دولار، بزيادة قدرها 45 في المئة على 22.6 مليون دولار التي حصل عليها في عام 2022، وكان من الممكن أن يكون المبلغ أكثر من ذلك بكثير، فقد رفض قبول مكافأة الحوافز السنوية البالغة مليوني و800 ألف دولار، وهو طلب قال مجلس الإدارة إنه قدمه بعد انفجار جزء من طائرة بوينغ 737 ماكس على جانب رحلة لشركة طيران ألاسكا في يناير كانون الثاني، ما أدى إلى سلسلة من التحقيقات الفيدرالية، وإيقاف الطيران مؤقتاً، وإقالة المسؤولين التنفيذيين.

تمتعت شركة بوينغ بنتائج مالية جيدة في عام 2023، مقارنة بأول عامين لكالهون في إدارة شركة تصنيع الطائرات المتعثرة، واستمرت شركة صناعة الطائرات الأميركية في خسارة الأموال كما فعلت كل عام منذ عام 2019، لكنها قلصت تلك الخسائر بنسبة 60 في المئة مسجلة خسارة تشغيلية أساسية قدرها 1.8 مليار دولار.

وارتفع سهمها بنسبة 37 في المئة خلال العام الذي شهد شهراً قياسياً لطلبات الطائرات التجارية الجديدة في ديسمبر كانون الأول، ما جعلها واحدة من أفضل سنوات المبيعات على الإطلاق، إذ كانت شركات الطيران حريصة على حيازة طائرات جديدة لتلبية الطلب القوي على السفر.

تدهور سمعة بوينغ

ولكن بعد انفصال أحد أبواب طائرة بوينغ في 5 يناير كانون الثاني، ما تسبب في حدوث ثقب كبير في جانب الطائرة، تدهورت سمعة بوينغ في ما يتعلق بالسلامة والجودة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

وخلص تحقيق أولي أجراه المجلس الوطني لسلامة النقل إلى أن الطائرة غادرت مصنع بوينغ قبل شهرين من الحادث، إذ فقدت المسامير الأربعة اللازمة لتثبيت قابس الباب في مكانه.

وقال كالهون للمستثمرين في يناير كانون الثاني «لقد تسببنا في المشكلة، ونحن نتفهم ذلك، ومهما كانت الاستنتاجات التي سيتوصل إليها فإن بوينغ مسؤولة عمّا حدث».

وفي الشهر الماضي، أعلن كالهون أنه سيتقاعد في وقت لاحق من هذا العام، وأن الشركة بدأت عملية بحث عن رئيس تنفيذي جديد، سيبلغ كالهون عامه الـ67 في وقت لاحق من هذا الشهر، وقد قام مجلس إدارة شركة بوينغ بالفعل برفع سن التقاعد للرؤساء التنفيذيين بمقدار خمس سنوات لإبقائه في منصبه.

عند تقاعده، من المقرر أن يأخذ كالهون إلى منزله هدية عملاقة، مزيجاً بقيمة 45 مليون دولار من جوائز الأسهم والخيارات التي تُستحق بمرور الوقت، هذا بالإضافة إلى الراتب والمكافأة التي قد يحصل عليها هذا العام، على الرغم من أنه لن يكون مفاجئاً إذا قام مجلس إدارة شركة بوينغ بتخفيض راتبه لعام 2024 بشكل كبير، وربما جوائز تقاعده، بسبب الحالة التي ترك فيها الشركة كرئيس تنفيذي.

أصبح كالهون الرئيس التنفيذي لشركة بوينغ في يناير كانون الثاني من عام 2020، في خِضم إيقاف تشغيل طائرة 737 ماكس لمدة 20 شهراً في أعقاب حادثين مميتين أسفرا عن مقتل 346 شخصاً في أواخر عام 2018 وأوائل عام 2019.

وعلى الفور تقريباً، تعرضت شركة بوينغ وصناعة الطيران إلى توقف شبه كامل في السفر الجوي بسبب جائحة كورونا التي تسببت في توقف الطلب على الطائرات بشكل شبه كامل.

وفي أبريل نيسان من ذلك العام، علَّق كالهون راتبه الأساسي، لكن الأسهم والتعويضات الأخرى التي حصل عليها بالفعل عند توليه الوظيفة رفعت إجمالي تعويضاته لعام 2020 إلى 21.7 مليون دولار، وارتفع ببطء وثبات في العامين التاليين، ليصل إجمالي تعويضاته إلى 64.6 مليون دولار حتى عام 2023.