أعرب جيف بيزوس، الملياردير مالك صحيفة واشنطن بوست، عن دعمه للمعايير المهنية الصحفية العالية لمؤسسته واشنطن بوست، إذ تدور تساؤلات حول النزاهة الأخلاقية لناشرها الجديد، ويل لويس.

وخرج بيزوس عن صمت طويل برسالة عبر البريد الإلكتروني إلى كبار قادة غرفة الأخبار، في إشارة إلى دعم لويس غير مباشرة «أعلم أنكم سمعتم هذا بالفعل من ويل، لكنني أردت أيضاً أن أعلق بشكل مباشر، المعايير والأخلاقيات الصحفية في (ذا بوست) لن تتغير».

ويليام لويس، الناشر الجديد والرئيس التنفيذي لصحيفة واشنطن بوست. (CNN)

وأضاف بيزوس في الرسالة، التي حصلت عليها شبكة «CNN»، أنه «لا يمكن أن يعود العمل كالمعتاد» في صحيفة (ذا بوست)، التي تعاني من مشاكل مالية ومشاكل تتعلق بالجمهور.

وكتب بيزوس «إن العالم يتطور بسرعة ونحن بحاجة إلى التغيير كعمل تجاري، بدعمكم سنفعل ذلك ونقود هذه المؤسسة العظيمة إلى المستقبل، ولكن؛ باعتباركم قادة غرفة الأخبار الذين قاموا بتشكيل وتوجيه تغطيتنا، فإنكم تعلمون أيضاً أن معاييرنا كانت دائماً عالية جداً، هذا لا يمكن أن يتغير، ولن يتغير».

وأضاف بيزوس «أؤكد التزامي الكامل بالحفاظ على الجودة والأخلاق والمعايير التي نؤمن بها جميعاً».

وتأتي الرسالة الموجهة إلى كبار موظفي صحيفة (ذا بوست) بعد أن أثيرت تساؤلات جدية حول لويس، الذي كان موضوع العديد من التقارير في الأيام الأخيرة، والتي أثارت تساؤلات حول ما إذا كان ملتزماً بالمعايير الصحفية الصارمة للصحيفة.

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» خلال عطلة نهاية الأسبوع أنه خلال أيام عمله في «فليت ستريت»، خصص لويس مقالاً يستند إلى سجلات هاتف مسروقة.

وذكرت صحيفة (ذا بوست) نفسها في قصة من ثلاثة آلاف كلمة على صفحتها الأولى يوم الأحد أن «اللص» الذي استخدم أساليب خادعة للحصول على معلومات خاصة كان له علاقات مع رئيس تحرير لويس الجديد، روبرت وينيت.

جاءت هذه القصص، التي وصلت إلى غرفة الأخبار في صحيفة (ذا بوست)، في أعقاب تقارير تفيد بأن لويس حاول قمع القصص في (ذا بوست) و«إن بي آر» حول دوره في التغطية على فضيحة اختراق هاتف روبرت مردوخ في المملكة المتحدة، عندما كان يعمل مساعداً ل قطب الإعلام اليميني.

وبدلاً من تهدئة الوضع، انتقد لويس في البداية، وذهب إلى حد انتقاد مراسلي وسائل الإعلام الخاصة به وشن هجوماً رسمياً استهدف المراسل الإعلامي لإذاعة «إن بي آر» الذي يحظى باحترام كبير، ديفيد فولكينفليك، والذي أشار إليه بـ«الناشط»، وليس صحفياً.

وأرسل لويس لاحقاً مذكرة إلى الموظفين لشرح الوضع، مستخدماً لهجة مختلفة بشكل ملحوظ وغير تصادمية، لكن المذكرة لم تنجح في تهدئة الغضب المتزايد داخل «واشنطن بوست».

داخل غرفة التحرير في صحيفة «ذا بوست»، تراجعت الروح المعنوية في الأشهر الأخيرة إذ أعرب الموظفون المذعورون عن إحباطهم من سلوك لويس ومخاوفهم بشأن الاتجاه المستقبلي للصحيفة تحت قيادته.

وكشفت المقابلات التي أجريت هذا الأسبوع مع ما يقرب من اثني عشر من موظفي صحيفة بوست وغيرهم من المطلعين على الديناميكيات الداخلية للصحيفة، عن قوة عاملة أصبحت تشعر بالفزع بشكل متزايد بسبب الوضع، إذ يبحث البعض عن عمل في مكان آخر.

وقال جيفري سونينفيلد، الأستاذ والعميد المشارك لدراسات القيادة في كلية ييل للإدارة، لشبكة «CNN» يوم الاثنين، إن على بيزوس إقالة لويس.

وقال سونينفيلد، الذي قدم المشورة لرؤساء الولايات المتحدة والعشرات من قادة الشركات، إنه إذا كان يقدم المشورة لبيزوس، فسيخبره أن لويس «فقد شرعيته للقيادة»، وأن الوقت قد حان «لتنظيف المؤسسة».

وقال سونينفيلد «هذا انهيار مأساوي لضمير الصحافة الأميركية، ما يجلب العار لإرث كاثرين غراهام وبن برادلي ومارتي بارون المتمثل في التعاون والشجاعة والنزاهة، يجب على بيزوس أن يعين محرراً بارعاً وذا خبرة ويعجب به الصحفيون ويثقون به».

(أوليفر دارسي – CNN)