في عام 2024 ارتفعت الأسهم الأميركية، ما أسهم في مكاسب مذهلة للعديد من أثرياء العالم، وكان أكثر من ربح هو رئيس شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية الملياردير إيلون ماسك، حيث أصبح أول شخص تتجاوز ثروته 400 مليار دولار، في حين ارتفعت ثروة مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ بنحو 92 مليار دولار.
وبدءاً من منتصف ديسمبر، زادت ثروة أغنى 20 شخصاً في العالم إلى 3 تريليونات دولار، لكن لم يكن كل المليارديرات يتمتعون بعام جيد، إذ لعب تباطؤ النمو في الصين وضعف أسواق الأسهم في أوروبا دوراً في تقليص ثروات مئات المليارديرات، وظهرت في أكبر الخاسرين وهم 5 مليارديرات فقدوا 97.2 مليار دولار من مجموع ثرواتهم، وفي ما يلي نلقي الضوء على خسائرهم الكبيرة في عامهم الصعب.
برنارد أرنو
كان الملياردير الفرنسي برنارد أرنو، رئيس مجموعة السلع الفاخرة إل في إم إتش «LVMH»، الخاسر الأكبر هذا العام، من حيث القيمة الدولارية، وهو الذي يسيطر على الإمبراطورية الفرنسية وكان متربعاً على لقب أغنى شخص في العالم من أواخر يناير وحتى أواخر مايو الماضي.
لكن أسهم مجموعة إل في إم إتش «LVMH» المدرجة في باريس، والتي بلغت ذروتها في مارس، تراجعت بشكل مطرد بدءًا من أبريل الماضي وسط ضعف الطلب من المتسوقين في الصين، مما أدى إلى محو ما يقرب من 25 مليار دولار من ثروة أرنو، أي بنسبة 12.6 في المئة.
وبدءاً من منتصف ديسمبر، انخفض أرنو إلى المركز الخامس في قائمة أغنى أغنياء العالم في تصنيف فوربس للمليارديرات في الوقت الحالي، بثروة تُقدّر بـ171.3 مليار دولار.
كارلوس سليم
كان الملياردير المكسيكي كارلوس سليم، ثاني أكبر الخاسرين، إذ إن أصوله الأكثر قيمة حتى الآن هي حصته في شركة اتصالات الهاتف المحمول «América Móvil»، ومقرها المكسيك، والتي تعمل في 22 دولة في أميركا اللاتينية وأوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية.
وأدى انخفاض أسهم شركة «América Móvil» بنسبة 20 في المئة تقريباً، إلى جانب ضعف البيزو المكسيكي مقابل الدولار الأميركي، إلى انكماش ثروته بمقدار 22.9 مليار دولار، لتصل ثروته في الوقت الحالي إلى 81.3 مليار دولار.
فرانسواز بيتنكور مايرز
كما أدى ضعف الطلب الاستهلاكي في الصين إلى إضعاف ثروة وريثة مجموعة لوريال لمستحضرات التجميل، وهي المليارديرة فرانسواز بيتنكور مايرز، التي أسس جدها شركة مستحضرات التجميل العملاقة، في حين انخفضت المبيعات في شمال آسيا، بما في ذلك الصين، بنسبة 6.5 في المئة في الربع الثالث، وسط ما وصفته الشركة بالنظام البيئي الصعب في الصين.
وانخفضت الأسهم بنسبة 24 في المئة تقريباً حتى 13 ديسمبر 2024، ما أدى إلى محو 22 مليار دولار من صافي ثروة بيتينكورت مايرز.
وعلى الرغم من الانخفاض الكبير، فإنها لا تزال ثاني أغنى امرأة في العالم، بثروة قدرها 74.7 مليار دولار، وذلك خلف وريثة وول مارت المليارديرة أليس والتون، أغنى امرأة في العالم.
كولين هوانغ
ارتقى كولين هوانغ، المؤسس والرئيس السابق لشركة «PDD Holdings»، الشركة الأم لمتاجر التجزئة عبر الإنترنت، ليصبح أغنى شخص في الصين هذا الصيف، ثم أدى الانخفاض الحاد بنسبة 31 في المئة، في سعر سهم شركته في أغسطس الماضي بعد أن خالفت تقديرات أرباح الربع الثاني إلى سلبه هذا اللقب.
وأنهى هوانغ العام الحالي بثروة أقل بـ15.3 مليار دولار مما بدأه، كرابع أغنى ملياردير صيني، لتصل ثروته الحالية إلى 36 مليار دولار.
بيل غيتس
خامس أكبر الخاسرين هذا العام كان الملياردير بيل غيتس، لكن الانخفاض في ثروته بمقدار 12 مليار دولار له علاقة بخلط الأصول أكثر من حركة أسعار الأسهم.
وعندما استقالت زوجة بيل السابقة ميليندا فرينش غيتس من منصب الرئيس المشارك لمؤسسة «بيل وميليندا غيتس» الخيرية في يونيو الماضي، أعلنت أنها ستحصل على 12.5 مليار دولار لجهودها الخيرية، ولم يتم الكشف عن مصدر الأموال، لكن فوربس علمت أن الأصول كانت من بيل، وليس من مؤسسة جيتس.
ومع الأخذ في الاعتبار أن تحويل الأصول بالإضافة إلى المعلومات الجديدة الإضافية التي حصلت عليها فوربس حول ثروة بيل غيتس قادت إلى زيادة التقديرات لتسوية الطلاق مع ميليندا ثلاث مرات تقريباً إلى 29 مليار دولار بدءاً من أكتوبر 2024، لتصل في نهاية العام ثروة غيتس إلى 107 مليارات دولار.