يبدو أن علامات الركود التي تلوح في الأفق في أوروبا ستدفع البنك المركزي الأوروبي مجبراً لرفع تكاليف الاقتراض مرة أخرى.

فبعيداً عن أولوية مواجهة التضخم الذي ما زال أعلى بكثير من المستهدف عند 5.3 في المئة، يسير اليورو في طريقه للأسبوع الثامن على التوالي من الخسائر مقابل الدولار، وسط الاقتصاد المتعثر في منطقة اليورو والنمو الأكثر قوة في الولايات المتحدة.

اليورو عند أدنى مستوياته منذ شهر مقابل الدولار

خسر اليورو ما يقرب من 1.15 في المئة خلال أسبوع، كما أنه تراجع إلى 1.07 دولار يوم الجمعة، مقارنة مع 1.09 في الثامن من أغسطس آب الماضي، وسط الشكوك المتزايدة حول الانكماش المحتمل في منطقة اليورو.

فقد أظهرت بيانات اقتصادية الخميس أن الإنتاج الصناعي في ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، انخفض للشهر الثالث على التوالي في يوليو تموز.

ومقابل ذلك، انخفضت طلبات إعانة البطالة الأميركية بشكل غير متوقع، وهي أحدث علامة على المرونة في سوق العمل الأميركية، وهو الأمر الذي من المرجح أن يشجع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على إبقاء أسعار الفائدة عند مستوى مرتفع لفترة أطول، ما يعزز جاذبية الدولار.

وقد أشار خبراء استطلعت صحيفة «فاينانشال تايمز» آراءهم، إلى أن أسواق المشتقات المالية ترجح بنسبة 35 في المئة تقريباً أن يقوم البنك المركزي الأوروبي برفع سعر الفائدة على الودائع من 3.75 في المئة إلى 4 في المئة عند اجتماعه في 14 سبتمبر أيلول.

ويذكر أن البنك المركزي الأوروبي رفع في يوليو تموز أسعار الفائدة للمرة التاسعة على التوالي، ما رفع تكلفة الاقتراض القياسية في منطقة اليورو إلى 3.75 في المئة.

وقال ديرك شوماخر، وهو موظف سابق في البنك المركزي الأوروبي يعمل الآن كخبير اقتصادي في بنك «ناتيكسيس» الفرنسي: «لا يبدو الأمر جيداً بالنسبة للاقتصاد، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الانكماش».

ومن الممكن أن يؤدي المزيد من ضعف اليورو إلى تعقيد مهمة البنك المركزي الأوروبي في مكافحة التضخم من خلال رفع تكاليف الواردات، مثل الطاقة والمنتجات الغذائية.

ارتفاع النفط يفاقم الأزمة

أدى ارتفاع أسعار النفط بعد أن مددت السعودية وروسيا تخفيضات الإنتاج هذا الأسبوع إلى زيادة الضغوط التضخمية.

فقد ارتفع خام برنت فوق 90 دولاراً للبرميل هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى له منذ نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

وبالمقارنة مع شهر يوليو تموز، ارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 3.2 في المئة، وقال مارك دي مويزون، كبير الاقتصاديين في دويتشه بنك، لـ«CNN»: «كانت الزيادة في أسعار الطاقة وسط ارتفاع أسعار النفط في الأسابيع القليلة الماضية محركاً مهماً للركود الواضح في العناوين الرئيسية هذا الشهر».