هبطت العملات المستقرة، وهي عملات مشفرة مرتبطة عادةً بأصول في العالم الحقيقي مثل الدولار الأميركي إلى أدنى قيمة سوقية لها منذ أكثر من عامين، ويبدو أن المزيد من الهبوط يلوح في الأفق.
قال جيمس باترفيل، رئيس الأبحاث لدى «كوين شيرز»، «إن الشهية للعملات المستقرة ترتبط بالشهية على الدولار، لأن معظمها مقوم بالدولار»، مشيراً إلى أن القفزة في مؤشر الدولار نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة العام الماضي كانت مصحوبة بارتفاع كبير في أحجام العملات المستقرة.
وتلعب العملات المستقرة دوراً رئيسياً للمتداولين، ما يسمح لهم بالتحوط ضد الارتفاعات في أسعار الرموز الأخرى، مثل البتكوين، أو تخزين النقد الخامل دون تحويله مرة أخرى إلى عملة ورقية، كما يرى البعض إمكانية استخدام العملات المستقرة كطريقة للدفع.
العملات المستقرة وعثرات في الطريق
ضعفت سوق العملات المستقرة منذ انهيار عملة «تيرا يو إس دي» العام الماضي، التي كانت رابع أكبر عملة مستقرة في العالم، وأسفر سقوطها عن سلسلة من الإخفاقات الدراماتيكية لهذه الصناعة.
وتأثرت السوق أيضاً بخسائر عملة «بي يو إس دي» التابعة لشركة «بينانس»، والتي تراجعت بنحو 89 في المئة عن أعلى مستوياتها على الإطلاق في نوفمبر تشرين الثاني.
كما شهدت «يو إس دي كوين»، ثاني أكبر عملة مستقرة، انخفاض قيمتها السوقية بأكثر من 53 في المئة من أعلى مستوى لها على الإطلاق الذي وصلت إليه في يونيو حزيران من العام الماضي، وتحوم الآن قيمتها السوقية فوق 26 مليار دولار.
توقعات باستمرار التراجع
وعلى الرغم من أن نظام العملات المشفرة بأكمله قد انتعش إلى حدٍّ ما من أدنى مستوياته في عام 2022، فإنه شهد هبوطاً خلال فصل الصيف هذا العام، كما أن القيمة السوقية لقطاع العملات المستقرة من المقرر أن تنخفض للشهر الثامن عشر على التوالي، وفقاً لشركة الأبحاث «سي سي داتا».
وقال دانتي ديسبارتي، كبير مسؤولي الاستراتيجية ورئيس السياسة العالمية لدى «سيركل»، إن فشل بنك «سيليكون فالي»، إلى جانب البنوك الإقليمية الأخرى في وقت سابق من هذا العام لا يزال يسبب حالة من عدم اليقين في السوق، على الرغم من تأكيده أن النمو ليس المقياس الوحيد لنجاح الشركة.
ومع ذلك، تخالف عملة «تيثر»، وهي أكبر عملة مستقرة، هذا الاتجاه الهابط، إذ وصلت قيمتها السوقية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 83.8 مليار دولار في يوليو تموز، بحسب بيانات «كوين جيكو»، مرتفعة من 80 مليار دولار المشهودة على مدار الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام.
(رويترز).