الموعد المنتظر منذ نحو أربع سنوات قد حان، وأنظار العالم تتجه نحو حدث تنصيف البيتكوين المرتقب خلال الساعات الأربع والعشرين الجارية، فهل ستكسر أكبر عملة مشفرة في العالم مستوى تاريخياً جديداً أم أنها ستتابع تراجعها الأسبوعي الذي ناهز 8.7 في المئة؟
وكذلك، كيف ستؤثر التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط تحديداً على سوق العملات المشفرة، التي هبطت في التداولات المبكرة إثر الضربة الإسرائيلية على أصفهان في إيران؟
قال وائل مكارم، كبير استراتيجيي الأسواق في شركة «إكسنس» في اتصال مع «CNN الاقتصادية» إنه من الطبيعي أن يعزف المستثمرون عن الأصول الخطرة لا سيما العملات المشفرة في ردة فعل على الضربة الإسرائيلية لإيران اليوم، وهو ما حدث بالفعل، لكنه لم يكن ذا تأثير كبير.
وعلى الرغم من ارتفاعها بأكثر من 5.3 في المئة لحظة إعداد التقرير، وتجاوزها مستوى 64500 دولار مجدداً، انخفضت البيتكوين إلى أقل من 60 ألف دولار بقليل صباح الجمعة بعد تقارير عن هجوم إسرائيل على إيران.
لكن هذا التراجع سرعان ما تم احتواؤه بعد الترجيحات التي قدرت خفوت حدة التوتر بين إيران وإسرائيل وسط وصف الولايات المتحدة الضربة بأنها محدودة وتأتي في إطار الرد المقابل.
وأشار مكارم إلى وجود حالة من الشراء الواسع هي التي دعمت الأسعار اليوم.
ولفت إلى أن الأجواء الإيجابية التي أحاطت بحدث التنصيف بحد ذاتها، أدت لدخول الكثير من المضاربين وحتى المستثمرين الجدد إلى السوق وسط المراهنة على ارتفاع السعر، واصفاً ما جرى في الفترة الماضية بأنه «ترويج للشراء»، مضيفاً «لا نستطيع الجزم بأن ارتفاع بيتكوين اليوم سببه التنصيف بقدر ما أنه الترويج الذي واكب الحدث».
وبرر ذلك بالإشارة إلى حالة شبه الاستقرار في سعر بيتكوين بين 60 ألف دولار و70 ألف دولار في شهري أبريل نيسان ومارس آذار.
بعد التنصيف.. إلى أين تتجه بيتكوين؟
تاريخياً، شهدت بيتكوين قفزات قياسية بعد أحداث التنصيف الثلاثة التي سبقت، لذلك تتجه الأنظار نحو هذا الحدث الذي سيخفض مكافآت المعدنين من 6.25 بيتكوين في 2020 إلى 3.125 بيتكوين في 2024.
وعلى سبيل المثال، بعد سنة على التنصيف الأول في نوفمبر تشرين الثاني 2012، قفزت بيتكوين بنسبة 8547 في المئة.
أما التنصيف الثاني الذي حدث في يوليو تموز 2016، فقد أعقبه ارتفاع بنحو 389 في المئة بعد نحو عام واحد وتحديداً في يوليو تموز 2017. ثم التنصيف الثالث في مايو أيار 2020، وقد أعقبه بعد نحو سنة من تاريخه، ارتفاع للبيتكوين بنسبة ناهزت 659 في المئة.
ومنذ ذلك الحين، تتابع البيتكوين ارتفاعها إلى مستويات قياسية تاريخية، وهي قد كسرت بالفعل حاجز 70 ألف دولار في 2024.
سوق العملات المشفرة
قفزت بيتكوين الجمعة بأكثر من 5.3 في المئة إلى نحو 65 ألف دولار، دافعة القيمة الإجمالية للعملات المشفرة للارتفاع بأكثر من 4.6 في المئة لتلامس مستوى 2.35 تريليون دولار.
بدورها، زادت ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم، الإيثريوم، بنحو 3.5 في المئة مسجلة 3100 دولار، لتقلص خسائرها الأسبوعية إلى 11.5 في المئة.
أما عملة «بي إن بي» فقد ارتفعت بنسبة 3 في المئة مسجلة 559 دولاراً.
كذلك ارتفعت «سولانا» بنحو 10 في المئة لتلامس مستويات 144 دولاراً.
من جهة أخرى، شكلت ساعات التداول الأخيرة ضربة موجعة في عملات الميم، التي شهدت أداءً سيئاً للغاية في الأسبوع المنصرم، وكانت «دوغ ويفهات» أكبر الرابحين إثر ارتفاعها بأكثر من 16 في المئة.