لامست الليرة التركية قاعاً غير مسبوق عند 33.0450 أمام الدولار يوم الجمعة، رغم فترة من الاستقرار النسبي في الأشهر القليلة الماضية جاءت بعد انخفاض لسنوات.
وبحلول الساعة 06:56 بتوقيت غرينتش، كانت العملة منخفضة بنحو 0.5 في المئة إلى 32.9945 أمام الدولار، ورغم أن القراءة أقل من إغلاق أمس الخميس، فإنها تنطوي على ارتفاع من القاع غير المسبوق الذي بلغته في وقت سابق من صباح اليوم.
وهبطت قيمة العملة بأكثر من 11 في المئة أمام الدولار منذ بداية العام الجاري، وأكثر من 40 في المئة منذ بداية 2023.
في لقاء نظمه بنك «جيه.بي.مورغان» في إسطنبول، صرّح محافظ البنك المركزي التركي فاتح قره خان، ووزير المالية محمد شيمشك، بأن تركيا على وشك الدخول في فترة تراجع مستدام للتضخم، هذا الحدث شهد حضور مستثمرين أجانب ومسؤولين تنفيذيين في شركات وبنوك تركية، وأكدت التصريحات على استمرارية سياسة التشديد النقدي لمواجهة التضخم المتزايد.
قال فاتح قره خان في بيانه إن السياسة النقدية المتشددة للبنك المركزي ستستمر لدعم الاقتصاد التركي في تحقيق استقرار طويل الأمد للأسعار، وتهدف هذه السياسات إلى الحفاظ على مستويات التضخم في نطاق يمكن التحكم فيه، ما يسهم في تعزيز الثقة في الاقتصاد التركي بين المستثمرين المحليين والأجانب.
من جهته، تحدث وزير المالية محمد شيمشك عن خطط لتطوير منظومة تحصيل الضرائب ومراجعة الإنفاق الحكومي ضمن إطار «تحول هيكلي» يسعى لتحقيق نمو اقتصادي متوازن ومستدام، هذه الخطوات تعكس التزام الحكومة التركية بإجراء إصلاحات هيكلية لتحسين الأداء الاقتصادي ودعم الاستقرار المالي على المدى الطويل.
تشير البيانات إلى أن التضخم السنوي في تركيا تراجع إلى أقل من 72% في الشهر الماضي بعد أن بلغ ذروته في مايو بنسبة تجاوزت 75%. وعلى الرغم من تثبيت البنك المركزي التركي معدلات الفائدة عند 50% للشهر الثاني على التوالي، فإن هناك تفاؤلاً كبيراً بفعالية الإجراءات المتخذة للسيطرة على التضخم وتحقيق استقرار اقتصادي مستدام.