خطوة طال انتظارها من قِبل جمهور العملات المشفرة، والإيثريوم تحديداً -التي ستتخذ منحنى صعودياً حتماً قد يدعم السوق بأكملها، حسب ما قال ريتشارد تنغ الرئيس التنفيذي لمنصة «بينانس» في تعليقات حصرية لـ«CNN الاقتصادية».

فبعد الموافقة على صناديق تداول البيتكوين في يناير كانون الثاني الماضي، أعلنت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية موافقتها رسمياً على طلبات طرح الصناديق المتداولة الخاصة بعملة الإيثريوم- ثاني أكبر عملة مشفرة بالعالم.

الموافقة على صناديق الإيثريوم

تمت الموافقة الأميركية على طلبات عدة شركات كبرى أبرزها «بلاك روك» و«21 شيرز إيه جي» و«بيت وايز أست مانجمنت» و«إنفسكو» لتصبح متاحة ثلاث بورصات رئيسية هي بورصة شيكاغو ومؤشر ناسداك وبورصة نيويورك.

وبطبيعة الحال، انعكست هذه الأخبار إيجاباً على الإيثريوم ولو بنسبة أقل من المتوقع، إذ زادت بنحو 1.26 في المئة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة لتتجاوز مستوى 3520 دولاراً وهو الأعلى في نحو الشهر.

وقال ريتشارد تنغ، الرئيس التنفيذي لمنصة «بينانس» في تعليقات حصلت عليها «CNN الاقتصادية»، «تماماً مثل صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين الأميركية التي تم إطلاقها في يناير، ستوفّر هذه الموجة الأولى من صناديق الاستثمار المتداولة للإيثريوم إمكانية وصول أكبر لمجموعة واسعة من المستثمرين للتداول بالإيثريوم»، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تعالج المخاوف الرئيسية المتعلقة بالتشريعات والامتثال التنظيمي والأمن، ما يجعل إيثريوم «خياراً استثمارياً أكثر جاذبية».

كيف ستتفاعل الإيثريوم مع الموافقة الأميركية؟

أشار ريتشارد تنغ إلى أن التفاعل «من غير المرجح أن يكون دراماتيكياً في البداية وسوف يتقلب بناءً على عوامل الاقتصاد الكلي المختلفة».

وأضاف «مع ذلك، أعتقد أن احتمال نمو سيولة صناديق الاستثمار المتداولة بشكل كبير يعد أمراً وارداً جداً.. وبموافقة هيئة الأوراق المالية والبورصة وإدراجها، يمكن الآن الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة هذه من قِبل المؤسسات، التي عادة ما يكون لها أفق استثماري طويل الأجل، ومن الممكن أن توفر هذه المشاركة المؤسسية تدفقاً ثابتاً وكبيراً لرأس المال بمرور الوقت».

وفي مقارنة بصناديق تداول البيتكوين، أوضح تنغ أنه سيكون من «المثير للاهتمام ملاحظة كيفية مقارنة أداء صناديق الإيثريوم في الأيام الأولى من التداول بالأداء الأولي لصناديق البيتكوين في الولايات المتحدة، والذي كان أمراً إيجابياً للغاية، حيث سجل تدفقاً بقيمة 4.7 مليار دولار في يوم التداول الأول».

وتابع أنه مقارنة بامتلاك صناديق بيتكوين المتداولة في الولايات المتحدة إجمالي صافي تدفقات تراكمية تتجاوز 16.59 مليار دولار بدءاً من 17 يوليو تموز، يبقى أن نرى ما إذا كانت صناديق الاستثمار المتداولة في إيثريوم ستتلقى الكثافة نفسها من الاستقبال، مؤكداً أنه «على ثقة من أن هذا التطور سيكون صعودياً للغاية بالنسبة للسوق ولصناعة الأصول الرقمية بأكملها».

من جهة أخرى، توقعت شركة «غالاكسي ريسيرش» التي تمتلك شركتها الشقيقة «غالاكسي أسيت مانجمنت» صندوق تداول للإيثريوم مع «إنفسكو» أن صناديق الاستثمار المتداولة للإيثر يمكن أن تجتذب تدفقات شهرية تصل إلى مليار دولار.

سوق العملات المشفرة

منذ بداية العام الجاري، وصلت مكاسب بيتكوين إلى نحو 60 في المئة حسبما تشير بيانات ريفينيتيف، بينما وصلت مكاسب الإيثريوم إلى نحو 54 في المئة.

ولكن في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، لم تظهر السوق ردة فعل قوية حتى الآن على القرار الأميركي، إذ كانت الإيثريوم العملة الوحيدة المرتفعة في حين تراجعت بيتكوين بنحو 0.62 في المئة إلى نحو 67 ألف دولار، وكذلك انخفضت عملة «بي إن بي» الخاصة بمنصة بينانس بنحو 1.75 في المئة، فيما كانت «كاردانو» الخاسر الأكبر بين أكبر 10 عملات مشفرة إذ انخفضت بنحو 2.3 في المئة إلى نحو 42 سنتاً.