حافظ الدولار الأميركي على ارتفاعه قرب أعلى مستوياته منذ أكثر من عامين خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، إذ خفّض المستثمرون توقعاتهم بشأن تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية لعام 2025 بعد بيانات اقتصادية قوية.
ومع اقتراب تولي دونالد ترامب منصبه الأسبوع المقبل، تتجه الأنظار إلى سياساته الاقتصادية، التي يتوقع المحللون أن تدعم النمو الاقتصادي، لكنها قد تضيف ضغوطاً تضخمية جديدة.
عوائد السندات تحت التهديد
أدى التهديد بفرض رسوم جمركية جديدة، إلى جانب التوجه الحذر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو تخفيض أسعار الفائدة، إلى ارتفاع عائدات السندات الأميركية ما عزز قوة الدولار، وضغط على اليورو والجنيه الإسترليني والين واليوان الصيني.
لكن تغير الوضع في الآونة الأخيرة، وقال برشانث نيونها، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة لدى «تي دي سيكوريتيز»، إن الأسواق تتحول الآن نحو توقعات برفع تدريجي للرسوم الجمركية، مشيراً إلى أن التقارير الأخيرة التي تفيد بأن إدارة ترامب قد تعتمد نهجاً تدريجياً في فرض الرسوم أدت إلى تراجع طفيف في الدولار.
وأضاف نيونها «إذا استمرت هذه العناوين حتى تنصيب ترامب، فقد نشهد انخفاضاً في عائدات السندات الأميركية وقوة الدولار، لصالح تعافي الأسهم الأميركية».
وعلى صعيد التعاملات اليوم الثلاثاء، بلغت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات يوم الاثنين 4.799 في المئة، وهو أعلى مستوى لها خلال 14 شهراً، قبل أن تتراجع إلى 4.7717 في المئة في التداولات الآسيوية.
في غضون ذلك، صعد مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسية- بنسبة 0.16 في المئة إلى 109.59 نقطة، ويظل قرب أعلى مستوى له في 26 شهراً البالغ 110.17 نقطة.
واستقر اليورو عند 1.0247 دولار بعد أن لامس أدنى مستوياته منذ عامين عند 1.0177 دولار يوم الاثنين، في حين بلغ الين الياباني 157.54 ين لكل دولار، مبتعداً قليلاً عن أدنى مستوياته خلال ستة أشهر.
وارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.13 في المئة إلى 0.6184 دولار بعد أن سجل أدنى مستوياته منذ أبريل نيسان 2020 يوم الاثنين، كما صعد الدولار النيوزيلندي بواقع 0.3 في المئة إلى 0.5599 دولار، مقترباً من أدنى مستوياته خلال عامين.
على جانب آخر، تعاني العملة الصينية من ضغوط كبيرة، إذ سجل اليوان 7.3465 لكل دولار في التداولات المبكرة،
الأنظار على التضخم والفائدة
بعد تقرير الوظائف القوي يوم الجمعة، الذي دعم موقف الاحتياطي الفيدرالي الحذر تجاه تخفيف السياسة النقدية، تتحول أنظار المستثمرين إلى تقرير التضخم الأميركي هذا الأسبوع.
ويترقب المستثمرون صدور مؤشر أسعار المستهلكين -مقياس التضخم الرئيسي في الولايات المتحدة- يوم الأربعاء المقبل، لتقييم توقعات التضخم واحتمالات خفض أسعار الفائدة من قِبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ويتوقع المتداولون الآن تخفيضاً قدره 25 نقطة أساس هذا العام، مقارنة بـ50 نقطة أساس كان الاحتياطي الفيدرالي قد أشار إليها في ديسمبر كانون الأول 2024، عندما أبدى حذراً بشأن تخفيض الفائدة نتيجة مخاوف التضخم.
(رويترز)