أوضح مسؤول بارز في الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أن التعريفات الجمركية الجديدة التي يعتزم الرئيس المنتخب دونالد ترامب فرضها لن يكون لها تأثير كبير أو مستدام على التضخم في الولايات المتحدة.
جاء هذا التصريح خلال محاضرة ألقاها عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في باريس، إذ أشار إلى أن المخاوف بشأن آثار التعريفات قد تكون مبالغاً فيها.
وقال والر، «إذا لم يكن للتعريفات تأثير كبير أو مستدام على التضخم، فمن غير المرجح أن تؤثر على رؤيتي بشأن السياسة النقدية المناسبة»، مضيفاً «لا أعتقد أن التعريفات الجمركية الصارمة التي ينتشر الحديث عنها ستُطبق فعلياً».
ويذكر أن ترامب طرح عدة مقترحات تتعلق بالتعريفات، من بينها فرض رسوم شاملة على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، وهو ما أثار انتقادات واسعة من الاقتصاديين الذين حذروا من تداعيات سلبية محتملة.
ورغم عدم ذكر والر لترامب بالاسم، فإن تصريحاته تأتي في وقت تتزايد فيه التكهنات بشأن تأثير هذه السياسات على الاقتصاد الأميركي.
التضخم وأسعار الفائدة
وفيما يتعلق بالسياسة النقدية، أشار والر إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يتوقع تقليص وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال عام 2025، بعد سلسلة من التخفيضات السريعة بلغت 100 نقطة أساس في الأشهر الأخيرة، لافتاً إلى أن التوقعات الحالية تشير إلى خفضين فقط في أسعار الفائدة خلال العام الحالي.
وشهدت معدلات التضخم في الولايات المتحدة انخفاضاً كبيراً بعد بلوغها مستويات قياسية في عام 2022، لكنها عادت مؤخراً للارتفاع، مبتعدة عن الهدف طويل الأجل للاحتياطي الفيدرالي عند اثنين في المئة.
ورغم ذلك، حافظ الاقتصاد الأميركي على نمو قوي، واستمر سوق العمل في إظهار أداء إيجابي، ما أثار مخاوف بشأن ضرورة الإبقاء على معدلات الفائدة مرتفعة لفترة أطول للسيطرة على التضخم.
التضخم يثير قلق مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي.. هل يواصل خفض الفائدة؟
وقال والر، «أعتقد أن التضخم سيواصل التقدم نحو هدفنا البالغ اثنين في المئة على المدى المتوسط، وأن المزيد من التخفيضات ستكون ملائمة».
في غضون ذلك، يرى متداولو العقود الآجلة أن هناك احتمالية بنسبة 95 في المئة للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير خلال الاجتماع المقبل للاحتياطي الفيدرالي هذا الشهر.
كما يرجح المتداولون احتمالية بنسبة 80 في المئة أن الفيدرالي لن يُقدم على أكثر من خفضين بمقدار ربع نقطة مئوية خلال العام الحالي.
(أ ف ب)
