ترامب يفرض تعريفات جمركية متبادلة قد تشعل حرباً تجارية عالمية

ترامب يفرض تعريفات جمركية متبادلة قد تشعل حرباً تجارية عالمية (شترستوك)
ترامب يفرض تعريفات جمركية متبادلة قد تشعل حرباً تجارية عالمية
ترامب يفرض تعريفات جمركية متبادلة قد تشعل حرباً تجارية عالمية (شترستوك)

قرَّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية متبادلة شاملة على شركاء أميركا التجاريين، والتي من شأنها أن تشعل حرباً تجارية عالمية وتثقل كاهل أكبر اقتصادات العالم بتسارع التضخم.

لكن سبق أن مهَّد ترامب لقرارته اليوم، فقال: «ثلاثة أسابيع عظيمة، ربما الأفضل على الإطلاق، ولكن اليوم هو الأسبوع الكبير: التعريفات الجمركية المتبادلة، لأجعل أميركا عظيمة مرة أخرى».

وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض اليوم، إنّ حلفاء الولايات المتّحدة «هم غالباً أسوأ من أعدائنا» على الصعيد التجاري.

تستهدف الرسوم الجمركية الجديدة الدول التي تعاني الولايا ت المتحدة الأميركية معها عجزاً تجارياً، إضافةً إلى الاختلافات في معدلات الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الأميركية التي يتم جلبها إلى بلدانها مقارنة بما تفرضه الولايات المتحدة عليها.

وتُضاف الرسوم الجمركية المتبادلة إلى الرسوم الجمركية الشاملة بنسبة 10 في المئة التي دخلت حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، إضافة إلى الرسوم الجمركية الأخرى على السلع الصينية والرسوم الجمركية الأكثر صرامة بنسبة 25 في المئة على الصلب والألومنيوم التي أعلنها ترامب يوم الاثنين الماضي.

ما السبب؟

برر ترامب أوامره التنفيذية المفجرة للرسوم الجمركية بأنها وسيلة لزيادة الإيرادات، ومعالجة اختلالات التجارة والضغط على الدول للتصرف بشأن المخاوف الأميركية.

كما تحجج بأنها ستساعد في معالجة الممارسات غير العادلة، إذ كانت التعريفات الجمركية المتبادلة أحد تعهدات حملة ترامب الأساسية، وطريقته لتسوية الحسابات مع الدول الأجنبية التي تفرض ضرائب على السلع الأميركية.

وسابقاً أوضح ترامب سبب اعتزامه فرض تعريفات متبادلة: «ببساطة شديدة، إذا فرضوا علينا رسوماً، فإننا نفرض عليهم رسوماً».

ووفقاً للممثل التجاري الأميركي، فإن الولايات المتحدة تفرض رسوماً جمركية في المتوسط بنسبة 2 في المئة على السلع الصناعية.

وتمثل السلع الصناعية، والتي تشمل السيارات والملابس والنفط وغيرها، كل شيء تقريباً تستورده الولايات المتحدة باستثناء السلع الزراعية، ونصف السلع الصناعية التي تستوردها الولايات المتحدة تدخل البلاد معفاة من الرسوم الجمركية.

من بين الاقتصادات التي تفرض رسوماً أعلى على الولايات المتحدة الهند، وتفرض تعريفة جمركية بنسبة 9.5 في المئة على الصادرات الأميركية، في حين تفرض أميركا 3 في المئة على صادرات الهند إلى الولايات المتحدة.

وقال مسؤول البيت الأبيض، مشيراً إلى عدد الدول التي تفرض معدلات تعريفة عالية على الصادرات الأميركية، «إن عمالنا وصناعاتنا يتحملون وطأة الممارسات غير العادلة والوصول المحدود إلى الأسواق الأجنبية، وهذا الوضع غير مقبول».

أفادت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفات «من المنطقي جداً أن يفرض الرئيس تعريفات متبادلة، ويوجد دول أخرى خدعت الولايات المتحدة، ولهذا السبب يعتقد الرئيس أن هذه ستكون سياسة رائعة ستفيد العمال الأميركيين وتحسن أمننا القومي».

الأُسر الأميركية الضحية

وجد باحثو معهد بيترسون، أن إذا مضى ترامب قدماً في فرض الرسوم الجمركية بنسبة 25 في المئة على المكسيك وكندا، والتي تم تأجيلها حتى الأول من مارس آذار، فإن التكلفة المباشرة الإجمالية للضرائب على الواردات على السلع الصينية والمكسيكية والكندية تعادل زيادة ضريبية تزيد على 1200 دولار سنوياً للأسرة الأميركية النموذجية، ومن المرجح أن تضيف الرسوم الجمركية المتبادلة إلى هذا المبلغ.

قال الخبير الاقتصادي لدى دويتشه بنك، جاستن ويدنر «إذا لم يتمكن الأميركيون من التحول إلى بدائل أرخص نتيجة للرسوم الجمركية إذا سُنَّت، فمن المحتمل أن ينتهي بهم الأمر إلى دفع تكلفة الرسوم الجمركية، لكن الأمر يعتمد أيضاً على ما إذا كان المصنعون أو تجار التجزئة أو الشركات الأخرى على طول سلسلة التوريد قادرة على تحمل أي من هذه التكاليف بأنفسهم».

وحذَّر خبراء الاقتصاد من أن الرسوم الجمركية الشاملة على الواردات الأميركية من المرجح أن ترفع التضخم، في الأمد القريب وقد تؤثر على النمو في نهاية المطاف.

سخرت هيئة تحرير صحيفة وول ستريت جورنال، من قرارات ترامب وسألت: «هل يفهم الرئيس ترامب المال؟» وانتقد السيناتور الجمهوري من كنتاكي ميتش ماكونيل في مقال رأي في صحيفة كورير جورنال رسوم ترامب الجمركية لتهديدها بفرض تكاليف عالية على سكان كنتاكي.

هناك أمر جيد في القصة

لكن الجيد في الأمر هو أن التعريفات الجمركية التي بدأها ترامب من خلال إجراء تنفيذي اليوم، لن تدخل حيز التنفيذ فوراً، والتي يقصد بها الرئيس المنتخب إعطاء الدول الوقت للتفاوض على شروط تجارية جديدة مع الولايات المتحدة، وفقاً لمسؤول في البيت الأبيض.