حضر الرئيس السوري بشار الأسد القمة العربية التي انطلقت يوم الجمعة في جدة في دورتها الثانية والثلاثين، بعد انقطاع دام 12 عاماً على خلفية الحرب في سوريا.
يأتي الحضور السوري بعد عودة البلاد كعضو بتمثيل حكومي إلى جامعة الدول العربية مؤخراً، ووسط الكثير من التحولات الاقتصادية التي شهدتها سوريا منذ اندلاع حرب دامية في البلاد.
أزمات اقتصادية متلاحقة
وعمقت الزلازل المدمرة التي ضربت سوريا قبل أشهر الأزمات الاقتصادية حيث وصل إجمالي حجم الأضرار والخسائر إلى نحو 9 مليارات دولار، وفقاً لتقرير تابع للأمم المتحدة، الذي أضاف أن تعافي سوريا يحتاج إلى نحو 15 مليار دولار.
بدوره، توقع البنك الدولي في تقرير «مرصد الاقتصاد السوري» الصادر في مارس آذار، انكماش الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنحو 3.2 في المئة في عام 2023، بعد تراجع بنسبة 3.5 في المئة العام الماضي.
الجوع يضرب سوريا
لم تكن الآثار الاقتصادية الناجمة عن الزلازل الأزمة الوحيدة التي طالت الشعب السوري، فأزمة الجوع ضربت البلاد قبل ذلك، وفي أحدث تقرير لبرنامج الأغذية العالمي، قال إن نحو 12.1 مليون شخص في سوريا، أي ما يعادل أكثر من نصف عدد السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وبذلك أصبحت سوريا ضمن البلدان الستة التي تعاني من أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي عالمياً، إذ أوضح البرنامج أنه بحاجة إلى 450 مليون دولار بشكل عاجل كحد أدنى لضمان وصول المساعدات لأكثر من 5.5 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا حتى نهاية العام الجاري.
ويتضمن ذلك نحو 150 مليون دولار لتوفير المساعدات الغذائية لمدة ستة أشهر لنحو 800 ألف شخص تضرروا من الزلزال.
شبح التضخم وارتفاع الأسعار
ازدادت الأزمة الاقتصادية في سوريا سُوءاً عاماً بعد عام، وبات متوسط الراتب الشهري للفرد لا يكفي سوى لثلاثة أيام فقط من الأغذية، وفقاً لنائب المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا، روس سميث.
كما شهدت الأسعار ارتفاعاً بمقدار عشرة أضعاف خلال السنوات الثلاث الماضية، بينما تحتل البلاد المركز الثاني عربياً في معدلات التضخم عند 105 في المئة.