انتهت الشركات العاملة في مجال تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر من الدراسات الفنية الخاصة بإنشاء خط جديد يربط بين البلدين لنقل كميات إضافية من الغاز إلى محطات الإسالة المصرية، تمهيداً لإعادة تصديره إلى أوروبا.

وقال مصدر مطلع على ملف تصدير الغاز الإسرائيلي إن الشركات العاملة في مجال إنتاج الغاز من الحقول الإسرائيلية ستتحمل تكلفة إنشاء الخط الذي من المتوقع أن يستغرق عامين لإنشائه.

وبدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل لأول مرة في عام 2020، في صفقة قيمتها 15 مليار دولار بين كلٍ من شركة «نوبل إنرجي» -التي استحوذت عليها «شيفرون» في 2020- و«ديليك دريلينج»، وشركة «دولفينوس القابضة» المصرية.

وتهدف إسرائيل إلى إسالة الغاز المستخرج وإعادة تصديره إلى أوروبا عبر مصر، ما يساعد مصر على تحقيق خطتها للتحول إلى مركز لتجارة الغاز في حوض المتوسط، من خلال الاستفادة من محطات الإسالة التي تمتلكها، والتي يمكن من خلالها استيراد الغاز المكتشف في دول شرق المتوسط من أجل تسييله وإعادة تصديره لمناطق أخرى، خاصة إلى أوروبا.

ووقعت مصر في يونيو حزيران 2022 مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لزيادة صادرات الغاز إلى الاتحاد، بهدف إمداد أوروبا بالغاز الإسرائيلي عبر محطات الإسالة المصرية في إدكو ودمياط على البحر المتوسط.

وتضم مصر مصنعين لإسالة الغاز الطبيعي، الأول في إدكو وهو مملوك للشركة المصرية للغاز الطبيعي المسال، ويضم وحدتين للإسالة بطاقة استيعابية تصل إلى 1.35 مليار قدم مكعبة يومياً، والآخر في دمياط بملكية مشتركة بين شركة «إيني» الإيطالية والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، وهيئة البترول، ويضم وحدة واحدة فقط بطاقة تصل إلى 750 مليون قدم مكعبة يومياً.

ويقول المصدر إن الدراسات الأولية لخط الغاز الجديد قدرت التكلفة المبدئية لإنشائه بما يزيد على 200 مليون دولار، ومن المخطط أن ينقل نحو ستة مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً إلى مصر.

وفي مايو أيار الماضي، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة لبناء خط أنابيب بين مصر وإسرائيل يمتد لمسافة 65 كيلومتراً على الحدود لنقل ستة مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً بهدف زيادة الصادرات للقاهرة.

ولدى مصر أيضاً خط أنابيب شرق المتوسط، وهو خط لنقل الغاز الطبيعي المصري من العريش بمصر إلى عسقلان بإسرائيل عبر المياه الإقليمية المصرية ثم الإسرائيلية في البحر المتوسط بطول 100 كيلومتر، ويُستخدم حالياً في تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر.

وزادت كميات الغاز الطبيعي المستوردة على مدار العام المالي الماضي 2021-2022 بنسبة 45.69 في المئة إلى 191 مليار قدم مكعبة، مقابل نحو 131.1 مليار قدم مكعبة في العام المالي السابق 2020-2021.

هذا إلى جانب حقل ليفياثان -أحد أهم حقول الغاز في إسرائيل- والذي بدأ الإنتاج نهاية عام 2019 بطاقة 12 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، ويُباع إنتاجه إلى مصر والأردن، إلى جانب تلبية الاحتياجات المحلية الإسرائيلية.