في قمة مجموعة العشرين التي استضافتها لندن عام 2009، أعلن رئيس الوزراء البريطاني آنذاك جوردون براون، عن «نظام عالمي جديد» تجتمع فيه الدول الغنية والنامية لترويض التفاوت والتجاوزات التي تفرضها العولمة.
وبعد أربعة عشر عاماً، تأتي قمة المجموعة لعام 2023 في الهند في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لتؤكد مدى الانقسام المشهود بين زعماء المجموعة بشأن بناء نظام عالمي قائم على القواعد الغربية.
على سبيل المثال أصبحت روسيا، عضو مجموعة العشرين، منبوذة بسبب الحرب في أوكرانيا، ولا يستطيع الرئيس فلاديمير بوتين المخاطرة بالسفر إلى حضور القمة، حتى لا يُقبض عليه بتهمة ارتكاب جرائم حرب بموجب مذكرة دولية.
ومن المرجح أن شي جين بينغ، زعيم القوة العظمى الجديدة في العالم، الصين، لن يحضر القمة أيضاً، ما يُثير تساؤلات بشأن ما قد تسفر عنه هذه الاجتماعات.
لماذا لن يحضر الرئيس الصيني قمة العشرين؟
قد يكون عدم حضور شي غامضاً بالنسبة للبعض، لكن البعض يعتبره احتجاجاً على التوترات المتصاعدة والقلق الجيوسياسي المتزايد تجاه الهند، القوة العظمى في شرق المحيط الهادئ.
أو ربما يكون الدافع وراءه مخاوف اقتصادية داخلية بشأن أزمة سوق العقارات في الصين، رغم حضور شي قمة دول البريكس في جوهانسبرغ الشهر الماضي.
ورحّبت مجموعة البريكس -التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا- بالأعضاء الجدد: السعودية وإيران وإثيوبيا ومصر والأرجنتين والإمارات.
وفُسِرت هذه الخطوة على نطاقٍ واسع على أنها خطوة أخرى من جانب الصين نحو إنشاء نظام عالمي منافس للولايات المتحدة وحلفائها، حيث تقود مجموعة من الدول النامية.
وفي ضوء ذلك، فإن غياب الرئيس الصيني عن قمة مجموعة العشرين يأخذ منظوراً جديداً تماماً.
كيف تنظر أميركا لغياب شي عن القمة؟
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في نهاية الأسبوع إنه يشعر بخيبة أمل لأنه لن يرى شي، بعد أن زارت مجموعة من مسؤولي السياسة الخارجية والتجارة الأميركية بكين في محاولة لإصلاح العلاقات المتدهورة.
وقد يظل بايدن قادراً على عقد اجتماع ثنائي مع شي في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في سان فرانسيسكو في نوفمبر تشرين الثاني.
لكن هيئة المحلفين الأميركية لا تزال غير متأكدة مما إذا كانت بكين حريصة على إصلاح العلاقات المتضررة بقدر حرص واشنطن على ذلك.
هل ستنجح القمة المقبلة في تغيير شيء؟
من غير المرجح أن يسفر اجتماع مجموعة العشرين عن أي إجماع بشأن الحرب في أوكرانيا، نظراً لأن روسيا، وربما الصين ستعرقلان ذلك.
والخطر الأكبر الذي تنطوي عليه القمة هو أنها قد تؤدي في الواقع إلى زيادة التوترات بين العديد من الدول الغربية والنامية التي أُنشئت المجموعة من أجل تجاوزها.
ومن المؤكد أن أي انعدام جديد للثقة بين الديمقراطيات الغربية والدول النامية في مجموعة العشرين قد يصب في مصلحة بوتين وشي.
(ستيفن كولينسون – CNN).