تعتزم الولايات المتحدة والهند والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة بنية تحتية كبرى خلال فعاليات قمة مجموعة العشرين في دورتها الثامنة عشرة المنعقدة في العاصمة الهندية نيودلهي، ويهدف المشروع الجديد إلى إعادة صياغة خارطة التجارة بين الخليج وجنوب آسيا، كما يعد بديلاً عن مبادرة الحزام والطريق الصينية.
نقلت وكالة الأنباء الفرنسية «إيه إف بي»، عن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فاينر، قوله إن «الخطة يمكن أن تشمل مشاريع الشحن والنقل بالسكك الحديدية، لتعبر التجارة والطاقة من الهند عبر الشرق الأوسط وصولاً إلى أوروبا».
وأضاف أن «المشروع يتمتع بإمكانات هائلة، لكن لا أعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر بالضبط».
وأطلقت وكالة الأنباء الفرنسية على المشروع المرتقب «طريق التوابل الجديد» في إشارة إلى الطريق الذي كان يربط بين الهند وأوروبا قديماً وكانت التجارة الرئيسية فيه هي التوابل، وقالت يمكن للطريق الجديد أن يربط بشكل وثيق ثلاث مناطق -جنوب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا- تمثل نحو ثلث الاقتصاد العالمي، وهناك جهود أميركية مكثفة تهدف إلى توقيع الاتفاقية بين واشنطن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأخرى خلال القمة الحالية.
اتفاق محتمل في قمة مجموعة العشرين
تأتي خطط صفقة الموانئ والسكك الحديدية الشاملة والمتعددة بين الهند وأميركا في وقت حرج؛ لمواجهة مبادرة الصين «الحزام والطريق» للبنية التحتية العالمية.
قال مايكل كولغمان، مدير معهد جنوب آسيا بمركز «ويلسون» في منشور عبر منصة «إكس» إن «الاتفاق المرتقب يمكن أن يغير قواعد اللعبة، ويعزز الاتصال بين الهند وأميركا والشرق الأوسط، بهدف مواجهة مبادرة الحزام والطريق الصينية».
كان البنك الدولي قدّر أن مشروعات النقل في إطار مبادرة «الحزام والطريق» قد تؤدي إلى تعزيز التجارة بنسبة قد تصل إلى 6.2 في المئة على مستوى العالم، كما يمكنها زيادة الدخل الحقيقي عالمياً بنسبة قد تصل إلى 2.9 في المئة.
من جهته، يروج الرئيس الأميركي جو بايدن لواشنطن كشريك بديل ومستثمر في البلدان النامية في مجموعة العشرين، خاصة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفقاً لرويترز.
أضاف المسؤولون أنهم يأملون أن تؤدي صفقة البنية التحتية مع الهند إلى تقليل أوقات الشحن والتكلفة واستخدام السولار، إضافة إلى تسريع وتيرة التجارة مع تقليل النفقات.
توسع مجموعة العشرين
يمكن أن يكون هذا الاتفاق من أكثر التطورات الملموسة على الإطلاق في قمة مجموعة العشرين 2023، لكن المجموعة التي تأسست في أعقاب الأزمة المالية عام 2008، تسعى إلى ضم أعضاء جدد.
وبالفعل، وافقت مجموعة العشرين على انضمام الاتحاد الإفريقي، وفقاً لما أعلنه رسمياً رئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي.
وقال مودي «يشرفني الترحيب بالاتحاد الإفريقي عضواً دائماً في عائلة مجموعة العشرين، وهذا سيقوي المجموعة، كما سيدعم صوت الجنوب العالمي».