استيقظ الإسرائيليون صباح يوم السبت على وابل من صواريخ حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، في ثغرة أمنية لم تشهدها إسرائيل في تاريخها منذ حرب أكتوبر تشرين الأول 1973.
فرغم التحصينات العسكرية المنيعة والتفوق الاستخباراتي الإسرائيلي، فوجئت إسرائيل بتسلل العشرات من عناصر حماس براً وبحراً وجواً بكل بساطة داخل أراضيها، مع إطلاق آلاف الصواريخ من الضفة.
الثغرة الاستخباراتية الأكبر منذ حرب أكتوبر
تشتهر إسرائيل بامتلاكها أحد أقوى الأجهزة الاستخباراتية في العالم، إلّا أن التنسيق الاحترافي والعملية المعقدة التي نفذتها حماس مطلع الأسبوع وفشل الاستخبارات الإسرائيلية في التنبؤ بها أثار التساؤل حول كفاءة الجهاز.
ووصف المراقبون الهجوم بأنه أكبر فشل استخباراتي في تاريخ إسرائيل منذ إخفاقها في التنبؤ بهجوم المصريين والسوريين في حرب أكتوبر تشرين الأول 1973، والذي أدّى إلى تشكيل لجنة خاصة لتحديد أسباب الإخفاق وتأليف عشرات الكتب والمقالات لتحليل الهزيمة التي مُنيت بها إسرائيل في ذلك اليوم.
وعلى الرغم من رفض المسؤولين الإسرائيليين مقارنة الهجوم الأخير بهزيمة 1973، فإن توقيت الهجوم أثار بالفعل العديد من المقارنات في هذا الصدد، إذ جاء بعد يومٍ واحد من الذكرى الخمسين للهزيمة.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، ريتشارد هيشت «رجاء لا تمنحوا هجوم حماس قيمة حرب يوم كيبور نفسها»، وأضاف «أعرف أن هناك العديد من التساؤلات حول جهاز الاستخبارات.. لكننا نركّز على القتال الآن.. ولا شك في أنه سيكون هناك نقاش موسع حول هذه النقطة في وقتٍ لاحق».
إنفاق عسكري بالمليارات
على مدار تاريخها، خصصت إسرائيل موازنات ضخمة للأغراض الدفاعية، وفي عام 2022، بلغ حجم الإنفاق العسكري للدولة نحو 23.4 مليار دولار، لتحل في المرتبة الـ15 على قائمة الدول الأكثر إنفاقاً على الأنظمة الدفاعية في العالم، وذلك وفقاً لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
في الوقت نفسه، تحصل إسرائيل على أكبر المساعدات العسكرية الأميركية، إذ تمنحها واشنطن نحو 3.8 مليار دولار سنوياً لتمويل احتياجاتها الدفاعية.
وتُعد إسرائيل أكبر مستقبل للمساعدات الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، ما مكّنها من شراء أحدث المعدات العسكرية الأميركية وبناء أحد أقوى الجيوش في العالم.
وهذا التفوق العسكري والاستخباراتي الذي تشتهر به إسرائيل هو ما عمّق الصدمة من إخفاقها في التنبؤ بالهجمات الأخيرة.
وقت اقتصادي حرج لحكومة نتنياهو
ويأتي هجوم حماس في وقتٍ حرج لحكومة نتنياهو التي تواجه أطول موجة احتجاجات شعبية في تاريخها، فمنذ ستة أشهر، ينظّم عشرات الآلاف من الإسرائيليين مظاهرات حاشدة في الشوارع احتجاجاً على الإصلاحات القضائية التي تقترحها الحكومة.
فمنذ بدء أزمة الإصلاح القضائي منذ ستة أشهر، هوت قيمة الشيكل الإسرائيلي لأدنى مستوياته في ثلاثة أعوام، وفقدت سوق الأسهم نحو 10 في المئة من قيمتها، لتصبح أحد أسوأ الأسواق أداء هذا العام، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز
وحذّر العديد من المحللين من أن طول فترة الاحتجاجات قد يدفع الشركات لنقل موظفيها واستثماراتها خارج إسرائيل مع تزايد حالة عدم اليقين بالبلاد.
ومن المتوقع أن تتفاقم معاناة الاقتصاد الإسرائيلي على خلفية التصعيد الأخير مع حماس.