يعيش الإسرائيليون تحت تأثير الرعب والصدمة في أعقاب هجوم مباغت لم يسبق له مثيل شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم السبت.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية مع حلول ليل السبت إن ما لا يقل عن 200 إسرائيلي قتلوا، في حين قالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن عدد المصابين تجاوز 1100، بحسب ما ذكرت وكالة رويترز.
ونفذت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أكبر هجوم لها على إسرائيل منذ سنوات صباح يوم السبت، بعد أن أطلقت وابلاً من الصواريخ من قطاع غزة بالإضافة إلى عبور مقاتلين تابعين لها السياج الحدودي.
ووفقاً لمقاطع الفيديو التي نشرتها حماس عن الهجوم، فإن العديد من مقاتليها قد استطاعوا اجتياز الجدار العازل الذي يفصل بين إسرائيل وقطاع غزة سواء براً أو جواً.
وأظهرت المقاطع أن عشرات من مسلحي الحركة تمكنوا من تدمير أجزاء من الجدار واستطاعوا التسلل من خلاله، فيما قام آخرون بعبور الجدار جواً عن طريق استخدام المظلات.
«الجدار الذكي» في أرقام
ويقع الجدار العازل الذي يبلغ طوله 40 ميلاً (65 كيلومتراً) على طول حدود غزة مع إسرائيل، ويمتد إلى البحر من أجل ضمان عدم قيام الفصائل المسلحة في القطاع بحفر أنفاق تحت الماء، كما حاولت في الماضي.
وتطلب بناء الجدار نحو 1200 عامل، وإزالة 330 ألف شاحنة من الرمال والأوساخ والصخور، وإضافة مليوني متر مكعب من الخرسانة والحديد، الذي إذا تم وضعه في خط متصل فإنه سيصل إلى أستراليا، حسب تصريحات الجنرال عيران عوفر الذي يشرف على بناء حواجز في وزارة الدفاع.
ويصل ارتفاعه فوق الأرض ما بين 6 إلى 10 أمتار، لكن الجزء الأساسي الموجه ضد الأنفاق ممتد على أعماق بعيدة تصل إلى 25 متراً تحت سطح الأرض وتطلق إسرائيل عليه اسم «الجدار الذكي»، لكونه يحتوي على أجهزة رصد إلكترونية ومجسات تشعر بأي حركة وكاميرات وأجهزة تحسس.
وقد تم صنعه بمشاركة 100 آلية هندسية ثقيلة، وعمل فيه عشرات المهندسين ومئات العمال لصبّ 2.3 مليون طن من الخرسانة في الجدار الإسمنتي، فضلاً عن 140 ألف طن من الحديد.
ولكي يتمكنوا من توفير هذه الكميات الضخمة من المواد، تم بناء عدد من مصانع الخرسانة على طول مسار الجدار، على مسافة تتراوح بين 5 و10 كيلومترات على حدود غزة.
واستغرق المشروع، الذي بلغت تكلفته 3.5 مليار شيكل (1.1 مليار دولار)، أكثر من ثلاث سنوات ليكتمل ويهدف إلى إنهاء تهديد الأنفاق العابرة للحدود من القطاع الفلسطيني، بحسب موقع صحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل.