شهدت الولايات المتحدة شهراً قوياً جديداً من حيث نمو التوظيف، إذ أضاف الاقتصاد الأميركي 150 ألف وظيفة جديدة في أكتوبر تشرين الأول، وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل الصادرة يوم الجمعة.
على الرغم من ذلك، انخفضت نتائج تقرير الوظائف عن التوقعات، إذ كان الاقتصاديون توقعوا إضافة 180 ألف وظيفة لهذا الشهر، واستقرار معدل البطالة عند 3.8 في المئة، وفقاً لرفينيتيف.
انخفض معدل نمو الوظائف مقارنة بسبتمبر أيلول حين أضاف الاقتصاد الأميركي 297 ألف وظيفة جديدة، ووصل معدل البطالة إلى 3.9 في المئة وهو أعلى مستوى له منذ بداية العام الماضي.
تعد مكاسب الوظائف في الشهر الماضي هي الأدنى منذ يونيو، لكن يعكس إجمالي أكتوبر تشرين الأول انخفاضاً بمقدار 35 ألف وظيفة في قطاع التصنيع، وتحديداً 33.2 ألف وظيفة مفقودة في صناعة السيارات وقطع الغيار، وتُعزى هذه الانخفاضات إلى حد كبير إلى نشاط الإضراب.
خطوات الفيدرالي
وساعد صمود سوق العمل في الحفاظ على قوة الإنفاق الاستهلاكي، لكن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يأملون في المزيد من التباطؤ من أجل المساعدة في كبح جماح التضخم.
وكتبت نانسي فاندن هوتن، كبيرة الاقتصاديين الأميركيين في أكسفورد إيكونوميكس «يقدم تقرير الوظائف لشهر أكتوبر تشرين الأول الكثير من الأدلة على تراجع سوق العمل، ما يسمح لبنك الاحتياطي الفيدرالي بإبقاء السياسة معلّقة بينما يراقب تقدمه نحو إعادة التضخم إلى 2 في المئة».
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، يوم الأربعاء، في مؤتمر صحفي إن سوق العمل تتحرك نحو «توازن أفضل»، لكن لا تزال هناك حاجة إلى تباطؤ نمو الوظائف لتحقيق استقرار الأسعار بشكل كامل.
كان نمو الوظائف تباطأ بشكل كبير من وتيرته السريعة في عامَي 2021 و2022، إذ كان متوسط المكاسب الشهرية بلغ 605 آلاف، ونحو 400 ألف على التوالي، ولكن تحقق الولايات المتحدة في المتوسط 239 ألف وظيفة شهرياً حتى الآن هذا العام.
ويراقب مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي عن كثب نمو الأجور، وفي أكتوبر تشرين الأول، ارتفع متوسط الأجر في الساعة بنسبة 0.2 في المئة، وهي وتيرة أبطأ قليلاً من الشهر السابق، وعلى أساس سنوي، ارتفع قياس نمو الأجور بنسبة 4.1 في المئة، وهو أبطأ معدل للنمو منذ منتصف عام 2021.
الإضرابات
ونظراً لتوقيت الإضرابات وكيفية تتبع مكتب إحصاءات العمل لمثل هذا النشاط، فإن شهر أكتوبر هو أول تقرير للوظائف يعكس الإضراب الضخم.
في أكتوبر تشرين الأول، أشار مكتب إحصاءات العمل إلى أن هناك أكثر من 48 ألف عامل مضرب عن العمل، وهذا هو أعلى مستوى شهري منذ فبراير شباط 2004، عندما أضرب 72 ألف عامل بقالة في جنوب كاليفورنيا.
وقال جوس فوشر، كبير الاقتصاديين في شركة «بي إن سي» للخدمات المالية «مع انتهاء الإضراب الآن، من المفترض أن ينتعش التوظيف في الصناعة مرة أخرى في نوفمبر تشرين الثاني».
وبصرف النظر عن الخسائر الكبيرة المسجلة في قطاع التصنيع، سجلت العديد من الصناعات مكاسب في الوظائف الشهر الماضي.
إذ أضافت صناعة الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية 77.2 ألف وظيفة الشهر الماضي، مشكّلة ما يقرب من نصف مكاسب الشهر، وأضافت الحكومة 51 ألف وظيفة.
كما أضاف قطاع الترفيه والضيافة، الذي كان في حالة تمزق في التوظيف في الآونة الأخيرة، 19 ألف وظيفة في أكتوبر تشرين الأول، مقابل زيادة بلغت نحو 80 ألف وظيفة في الشهر السابق، وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل.
أليشيا والاس (CNN)