وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى اليابان، الثلاثاء، للمشاركة في اجتماعات وزراء خارجية دول مجموعة السبع، والمتوقع أن تسعى للتوصل إلى موقف مشترك بشأن غزة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لوقف إطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتجتمع مجموعة الدول السبع الغنية (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة) بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي في طوكيو يومي السابع والثامن من نوفمبر تشرين الثاني لمناقشة قضايا، من بينها الصراع بين إسرائيل وغزة والحرب الروسية على أوكرانيا.
وسيحاول الوزراء التوصل إلى موقف موحد بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، ولكن هناك انقسامات واضحة بين أعضاء مجموعة السبع.
هدنة إنسانية للحرب بين إسرائيل وغزة
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن الهدنة الإنسانية في الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة ستكون موضوع نقاش لوزراء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى الذين يجتمعون في طوكيو يوم الثلاثاء.
وبينما كانت فرنسا العضو الوحيد في مجموعة السبع الذي صوت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي الذي يسعى إلى (هدنة إنسانية) فورية، صوتت الولايات المتحدة ضد القرار.
وامتنعت اليابان وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وكندا عن التصويت.
ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، مجموعة السبع إلى التحدث «بصوت واضح» حول الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقاومت الولايات المتحدة -وهي حليف رئيسي لإسرائيل- الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وأصرت على أن لإسرائيل الحق في الرد.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا (فترات توقف تكتيكية) محتملة، لكن لم يعلن عن أي اتفاقات، ولم يتطرق الزعيمان إلى إمكانية وقف إطلاق النار.
وقال نتنياهو يوم الاثنين إن الحرب ستستمر حتى تستعيد إسرائيل السيطرة «الأمنية الشاملة» على غزة.
وقال وزير الخارجية الياباني يوكو كاميكاوا «على الرغم من أننا سنمتنع عن إجراء تقييم قانوني لتصرفات الجيش الإسرائيلي، فإنه بشكل عام، يجب مراعاة القواعد الأساسية للقانون الإنساني الدولي».
الحرب الروسية الأوكرانية
وقالت اليابان التي تتولى رئاسة المجموعة يوم الثلاثاء، إن دعم مجموعة السبع أوكرانيا في حربها مع روسيا لن يتأثر بالصراع المتصاعد في الشرق الأوسط، وذلك في الوقت الذي يستعد فيه وزراء خارجية المجموعة لعقد محادثات افتراضية مع كييف خلال اجتماع في طوكيو.
وقال وزير الخارجية الياباني يوكو كاميكاوا في مؤتمر صحفي «إن التزامنا بمواصلة العقوبات الصارمة ضد روسيا والدعم القوي لأوكرانيا لم يتزعزع على الإطلاق، حتى مع تفاقم الوضع في الشرق الأوسط».
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إن الاجتماع سيناقش «ضرورة الاستجابة لاحتياجات السكان المدنيين في غزة واحترام القانون الإنساني الدولي».
وفي اجتماع مع كاميكاوا في وقت لاحق يوم الثلاثاء، أكد وزير الخارجية الأميركي (الدعم الدائم) الذي تقدمه المجموعة لأوكرانيا باعتباره بنداً رئيسياً في جدول أعمال المحادثات، لكنه قال أيضاً إنها لحظة مهمة لمناقشة الصراع بين إسرائيل وحماس.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وغزة قبل شهر من الآن، أصدرت مجموعة السبع بياناً مشتركاً واحداً فقط حول الصراع؛ وأصدر أعضاء المجموعة الآخرون بيانات منفصلة.
وقال كاميكاوا إن مجموعة السبع تعتزم المطالبة بضرورة وقف القتال والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة التي تقصفها إسرائيل رداً على هجوم شنه نشطاء حماس على جنوب البلاد في السابع من أكتوبر تشرين الأول وأدى إلى مقتل 1400 شخص.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن أكثر من 10 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، قتلوا حتى الآن بسبب القصف الإسرائيلي.
وفي يوم الثلاثاء أيضاً، حضر كاميكاوا ووزير الدفاع الياباني مينورو كيهارا ونظراؤهم البريطانيون اجتماعاً أكدوا فيه على أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
كما أدان بيان مشترك عقب تلك المحادثات ما وصفه بأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ودعا الدولة الغنية بالنفط إلى لعب دور بناء أكثر لتهدئة التوترات.