في مقال رأي نُشر يوم السبت، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى وقف العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن واشنطن تدرس منع الإسرائيليين المتطرفين من الاستفادة من برنامج (الإعفاء من التأشيرة) الذي يتيح لهم دخول الولايات المتحدة لأغراض السياحة والأعمال دون تأشيرة، كما أكد التزام أميركا بالسعي لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

يأتي تهديد الرئيس الأميركي قبل أيام من تفعيل قرار يمكّن الإسرائيليين من السفر إلى أميركا دون تأشيرة، والمقرر بدء سريانه من 30 نوفمبر تشرين الثاني.

وكانت إدارة بايدن قد أعلنت مؤخراً أن إسرائيل ستنضم قريباً إلى برنامج (الإعفاء من التأشيرة)، ما يسمح لمواطنيها ممن تنطبق عليهم الشروط بدخول الولايات المتحدة دون تأشيرة والعكس.

وانضمت إسرائيل إلى البرنامج في أواخر أكتوبر تشرين الأول، لكن تحذير بايدن أثار التساؤلات بشأن بدء التنفيذ الفعلي للقرار، مع استمرار اعتداءات الإسرائيليين المتطرفين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ما يمثل انتهاكاً لمعايير البرنامج التي تشترط حسن معاملة الأميركيين ذوي الأصل الفلسطيني لدى زيارتهم إسرائيل.

ورصدت السلطات الأميركية معاناة الأميركيين-الفلسطينيين من العديد من القيود والتضييقات الإضافية عند السفر إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، ما دعا الكثير منهم للمطالبة بالتمتع ببرنامج (الإعفاء من التأشيرة) أسوة ببقية المواطنين الأميركيين.

برنامج الإعفاء من التأشيرة

يُدار برنامج الإعفاء من التأشيرة من قبل وزارة الأمن الداخلي، ويتيح لمعظم مواطني الدول الأعضاء -ممن تنطبق عليهم الشروط- السفر للولايات المتحدة والبقاء حتى 90 يوماً للسياحة أو الأعمال دون تأشيرة، ويشمل البرنامج حالياً 40 دولة.

وكان قبول إسرائيل الانضمام للبرنامج في 30 سبتمبر أيلول مشروطاً بحسن معاملتها للأميركيين-الفلسطينيين، بعد أن حثت مجموعة من 15 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ وزير الخارجية أنتوني بلينكن على عدم ترشيح إسرائيل للبرنامج بسبب الطريقة التي يُعامل بها الأميركيون-الفلسطينيون عند السفر لإسرائيل.. وردت الإدارة الأميركية حينها أنه تمت تسوية هذه القضايا.

لكن التطورات الأخيرة في إسرائيل و الأراضي الفلسطينية سلطت الضوء من جديد على هذه القضية مع تزايد اعتداءات الإسرائيليين المتطرفين على الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وكتب بايدن في المقال «أكدت لقادة إسرائيل أن عنف المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب أن يتوقف، وأن أولئك الذين يرتكبون أعمال العنف يجب أن يحاسبوا»، وأضاف أن «الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ خطوات لمكافحة ذلك، بما في ذلك حظر منح التأشيرات للمتطرفين الذين يهاجمون المدنيين في الضفة الغربية».

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد نوهت في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن واشنطن قد تتخذ إجراءات إضافية إذا لم تلتزم إسرائيل بالبرنامج.

جو بايدن يؤكد رفض وقف إطلاق النار

وفي مقال الرأي، أكد بايدن رفضه دعوات وقف إطلاق النار في غزة، محتفظاً بموقفه منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحماس في أوائل الشهر الماضي، وبدلاً من ذلك أكد الرئيس الأميركي أهمية حل الدولتين.

تعتبر مقالة الرأي التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست أحدث مبادرة للبيت الأبيض لإقناع الأميركيين بأن الصراعات في الخارج تؤثر على الأمن القومي الداخلي.

وفي الشهر الماضي، طلبت إدارة جو بايدن أكثر من 105 مليارات دولار من الكونغرس كجزء من حزمة تهدف لتوفير المزيد من المساعدات الأمنية لأوكرانيا وإسرائيل.