استقبل الرئيس التنفيذي لمدينة هونغ كونغ جون لي وفداً سعودياً رفيع المستوى يزور فكتوريا بهدف المشاركة في مؤتمر حول آفاق الاستثمار في الإقليم، في محاولة من هونغ كونغ لجذب شركاء جُدد في وقتٍ تواجه تراجعاً في الاقتصاد وظروفاً جيوسياسية متقلبة.
ووصف لي الاجتماع بأنه خطوة مهمة أخرى إلى الأمام في السعي لتعميق العلاقات بين هونغ كونغ و الشرق الأوسط وخاصةً المملكة العربية السعودية، جاء هذا التصريح على هامش كلمته الافتتاحية للمؤتمر الذي نظمته الحكومة، وينعقد على مدار يومين.
ويأتي تنظيم المؤتمر بالتعاون بين حكومة هونغ كونغ وبورصة الأوراق المالية ومعهد مبادرة الاستثمار المستقبلي -منظمة غير ربحية أسسها صندوق الاستثمارات العامة السعودي- ويستضيف المعهد حدثاً سنوياً في الرياض يطلق عليه اسم (دافوس الصحراء).
تحديات اقتصادية
ويرى المحلل الاقتصادي ويلي لام أن القمة تعُد «دفعة قوية لهونغ كونغ» لافتاً إلى أن اقتصاد المدينة يُعاني من هجرة المواهب الأجنبية إلى جانب نقص في عدد الشركات الأجنبية التي تستخدم المدينة كمركز إقليمي لشركاتها.
وأوضح لام أن هونغ كونغ توددت للسعودية بشكل مبالغ فيه خلال الفترة الأخيرة لإقامة مزيد من الشراكات، إذ تعمل الأولى على التحوط بشان التوترات بين أميركا و الصين التي أسهمت في زيادة المخاطر بتقليص عملياتها في المدينة الصينية شبه المستقلة.
وفي سياق متصل أوضح جورج تشان رئيس قسم الاكتتاب العام العالمي لشركة إي واي الصينية أن القمة تمثل أحد أهداف هونغ كونغ المتمثل في تنويع شراكاتها الاقتصادية وسط التحديات العالمية المعقدة.
وأشار إلى أن الجغرافيا السياسية جعلت من هونغ كونغ شريكاً مثالياً لدول الشرق الأوسط خاصةً أن الأولى تعُد جسراً لتدفقات رأس المال العالمية من وإلى الصين، بينما تعمل دول منطقة الشرق الأوسط على تنويع شراكاتها الاقتصادية.
معاناة هونغ كونغ مع الطروحات العامة الأولية
ووفقاً لبيانات حكومية تعاني المدينة من تباطؤ حجم الأعمال الخاص بقطاع الطروحات العامة الأولية ما دفعها إلى توسيع شبكة الاستثمارات الخارجية وأسهم في زيارات عديدة من قبل الرئيس التنفيذي للمدينة إلى الرياض والالتقاء بالرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية وطرح عليه فكرة الإدراج في بورصة المدينة.
يذكر أن سوق الاكتتابات العامة أو الطروحات العامة في هونغ كونغ يمر بأسوأ أزمة له منذ عام 2003 إذ سجل عوائد قيمتها أقل بقليل من 4.6 مليار دولار حتى أوائل ديسمبر كانون الأول.
وفي الأسبوع الماضي أعلنت هونغ كونغ أيضاً عن ما وصفته بأنه أول صندوق متداول في البورصة في آسيا لتتبع الأسهم السعودية، ما يسمح للمستثمرين بشراء أسهم بسهولة في أكبر الشركات المدرجة في الدولة الخليجية.
(ميشيل توه -CNN)