كان يفترض لعام 2024 أن يكون العام الذي يحظى فيه المستهلكون في أميركا ببعض الراحة بعد أكثر من 20 شهراً من التضخم وارتفاع تكاليف الاقتراض.

وقال مستثمرون واقتصاديون ومسؤولون بالاحتياطي الفيدرالي في وقت سابق إنهم يتوقعون أن يتراجع الاقتصاد هذا العام، ما يسمح بالبدء أخيراً في خفض أسعار الفائدة، لكن تلك التوقعات بشأن خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة قد بدأت في التراجع.

توقعات أسعار الفائدة

وبينما كانت الأسواق تتوقع ستة تخفيضات في أسعار الفائدة خلال عام 2024 بداية من شهر مارس آذار، فإن هذا الأمر أصبح الآن غير مطروح على الطاولة.

في يناير كانون ثاني قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشأن التخفيضات المحتملة «لا أعتقد أنه من المحتمل أن تصل اللجنة إلى مستوى من الثقة بحلول اجتماع مارس آذار لتحديد هذا الشهر كوقت مناسب للقيام بذلك».

انقلبت الآية الآن بشكل كامل، لدرجة دفعت بعض الاقتصاديين للاعتقاد بأن الاحتياطي الفيدرالي لن يخفض أسعار الفائدة على الإطلاق هذا العام.

وقال كبير الاقتصاديين في شركة أبولو غلوبال مانجمنت، تورستن سلوك -في مذكرة للمستثمرين يوم الجمعة- إن الاقتصاد لا يتباطأ وبعض مقاييس التضخم الأساسية آخذة في النمو.

وأضاف سلوك «لن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة هذا العام وستظل أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول».

الأمر نفسه أكده رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، توم باركين، قائلاً إن الفيدرالي قد لا يخفض أسعار الفائدة هذا العام.

وأضاف باركين في مقابلة مع شبكة سي إن بي سي الجمعة «سنرى.. ما زلت آمل أن ينخفض التضخم، وإذا عاد إلى طبيعته، فهذا يبرر رغبتك في خفض أسعار الفائدة، لكن بالنسبة لي فإن الأمر يبدأ بالتضخم».

التضخم يعرقل خفض الفائدة

ويعاني الأميركيون من ارتفاع الأسعار بسبب التضخم وخاصة في الأساسيات مثل الإيجار والغاز، وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 0.4 في المئة بين ديسمبر كانون أول ويناير كانون ثاني وهو أعلى معدل شهري خلال عام.

من جانبه قال اقتصادي الشركات لدى اتحاد الائتمان الفيدرالي البحري، روبرت فريك لشبكة CNN «استمرت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع، وهذه نقطة ألم حقيقية».

يتوقع الاقتصاديون لدى ستاندرد آند بورز أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للولايات المتحدة بنسبة 2.4 في المئة خلال عام 2024، ارتفاعاً من توقعاتهم السابقة 1.5 في المئة في نوفمبر، ولا تزال سوق العمل تتمتع بمرونة لا تصدق مع انخفاض معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها تاريخياً وبقاء تضخم الأجور مرتفعاً.

وتظهر البيانات الأخيرة أن مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال فوق المستهدف في يناير كانون ثاني.

وهناك دلائل أخرى على أن التضخم لا يتراجع كما توقع الاحتياطي الفيدرالي، وتتوقع الشركات الصغيرة رفع الأسعار قريباً، وفقاً لدراسة حديثة أجراها الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة.

متى يتوقع خفض الفائدة؟

وقال سلوك «خلاصة القول هي أن الاحتياطي الفيدرالي سيقضي معظم عام 2024 في مكافحة التضخم»، وهذا يعني أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة.

مع ذلك، يتوقع نحو نصف المستثمرين خفض أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في يونيو حزيران، وفقاً لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي.إم.إي، ويتوقع أغلب المستثمرين الخفض بحلول يوليو تموز.

وسيراقب المستثمرون باول عن كثب بحثاً عن أدلة حول توقعات خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، عندما يدلي بشهادته أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب واللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ يومَي الأربعاء والخميس على التوالي.