لن تكون مفاجأة إذا أظهر تقرير الوظائف الأميركية يوم الجمعة أن مكاسب التوظيف في فبراير شباط كانت أقل بكثير من تلك التي تم الإبلاغ عنها في يناير كانون الثاني الماضي، إذ تشير توقعات الاقتصاديين إلى أن أرباب العمل قد أضافوا نحو مئتي ألف وظيفة خلال الشهر الماضي فقط.

ووفقاً لتقديرات شركة (فاكت ست) للبيانات المالية فإن الحصيلة من شأنها أن تتضاءل مقارنةً بالمكاسب التي بلغت نحو 350 ألف وظيفة خلال شهر يناير كانون الثاني الماضي على الرغم من استمرار سوق العمل بالاتساع ومواصلة الإنجازات.

شهور وعرة

شهدت تقارير الوظائف الخاصة بشهر نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول بعضاً من الوعورة بسبب إضراب الممثلين والكتاب، لكنها عادت للتحسن مرةً أخرى بشكل مبالغ فيه خلال شهر يناير كانون الثاني الماضي.

وأوضحت المحللة الاقتصادية جوليا بولاك لشبكة CNN أن تقرير الوظائف يوم الجمعة من شأنه إظهار معلومات أكثر مصداقية من تلك المعتمدة على بيانات الأشهر الماضية، مبينة أن بيانات شهر فبراير شباط قد تمنحنا فهماً أفضل لمعدل نمو الوظائف.

تباطؤ نمو سوق العمل في 2024

وتشير التوقعات إلى تباطؤ نمو سوق العمل خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023 إذ بلغ متوسط المعدل الشهري للتوظيف للعام الماضي نحو 254.6 ألف وظيفة بينما بلغ في فترة التعافي من قيود الجائحة بين أعوام 2021 و2022 نحو 603.7 ألف وظيفة و377.3 ألف وظيفة على الترتيب بحسب بيانات مكتب إحصاءات العمل.

وعلى الرغم من ذلك فإنه من المتوقع أن مكاسب التوظيف لشهر فبراير شباط سترتفع عن المتوسطات التاريخية، خاصة أن المعدل المحايد لنمو الوظائف اللازمة لمواكبة النمو السكاني يتراوح من 100 ألف إلى 700 ألف وظيفة.

ما الذي يجب مراقبته في تقرير يوم الجمعة

هناك عدد من العوامل التي ينبغي مراقبتها في تقرير يوم الجمعة ولعل أبرزها نمو الأجور ومتوسط عدد ساعات العمل الأسبوعية وفقاً لما يلي:

نمو الأجور:

ارتفع متوسط الدخل بالساعة خلال شهر يناير كانون الثاني بشكل حاد إلى نحو 0.6 في المئة على أساس شهري مقابل 5.4 في المئة على أساس سنوي وسط انخفاض في ساعات العمل.

ومن المرجح أن يُبقي محافظو البنوك المركزية مستهدفات نمو الأجور عند 3.5 في المئة بحسب تقديرات الاقتصاديين بينما تُظهر بيانات أخرى وجود تباطؤ في معدل نمو الأجور خلال شهر فبراير شباط الماضي بنحو 5.1 في المئة.

متوسط عدد ساعات العمل الأسبوعية:

أظهر مقياس مكتب إحصاءات العمل انخفاضاً في عدد ساعات العمل الأسبوعية بنحو 0.2 في المئة لتصل إلى 34.1 ساعة ما يعد أدنى مستوى لها منذ مارس آذار من عام 2022.

يذكر أن تقلص متوسط ساعات العمل الأسبوعية بشكل عام دليل على ضعف نشاط الاقتصاد الأميركي.

(أليس والاس CNN)