ذكرت ثلاثة مصادر مطلعة ومسؤول أميركي أن الولايات المتحدة قد تحث شركاء وحلفاء على تمويل عملية يديرها القطاع الخاص لإرسال مساعدات عن طريق البحر إلى غزة.

وإذا توافر التمويل، فقد تأتي الخطة بكميات كبيرة من المساعدات إلى الشاطئ في غضون أسابيع، وقد تكون أسرع من نظام الأرصفة العائمة للجيش الأميركي الذي تقول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه قد يستغرق 60 يوماً حتى يصبح جاهزاً للعمل.

وقال المسؤول الأميركي وشخص مطلع على الخطة إن الولايات المتحدة لن تمول المشروع، فيما أفاد مصدران آخران والمسؤول الأميركي نفسه بأن واشنطن تدرس مطالبة الحلفاء بتمويل المشروع ودعمه عبر مؤسسة دولية تقبل الأموال من حكومات ومصادر خاصة.

وتعطي الإدارة الأميركية الأولوية لخطة الجيش، لكن المشروع التجاري قد يكمل هذا الجهد بتوفيره الدعم على الشاطئ في غزة لأن إدارة الرئيس جو بايدن استبعدت وجود قوات أميركية في القطاع، حتى أثناء بناء الرصيف.

وقال بايدن في خطابه عن حالة الاتحاد يوم الخميس الماضي إن الجيش الأميركي سيقيم ميناء مؤقتاً على ساحل غزة على البحر المتوسط ​​لاستقبال مساعدات إنسانية عن طريق البحر.

وحذرت الأمم المتحدة من أن وقوع مجاعة واسعة النطاق في قطاع غزة «تكاد تكون حتمية» ما لم تُتخذ إجراءات طارئة، وقد يصدر إعلان رسمي هذا الأسبوع عن وقوع مجاعة بالجيب الساحلي الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون شخص.

وقال مصدر مطلع إن الخيار التجاري قد يصبح جاهزاً للتنفيذ خلال 28 يوماً بمجرد حصوله على تمويل، على الرغم من أن مصدراً ثانياً قال إن الأمر سيستغرق شهراً على الأقل، وتستهدف الخطة جلب المساعدات إلى غزة على متن سفن تجرها زوارق قطر على أن تنقل بعدها رافعات الحاويات إلى الشاطئ.

وقال مصدران إن المشروع سيسمح بتسليم حاويات مساعدات تعادل حمولة 200 شاحنة إلى غزة يومياً، وهذا أقل من حمولة 500 شاحنة من المساعدات كانت تصل إلى القطاع يومياً قبل بدء الحرب.

وقال مسؤولون أميركيون إن العملية العسكرية الأميركية ستوفر مئات من حمولات الشاحنات الإضافية من المساعدات كل يوم، وستشمل تلك الشحنات أكثر من مليوني وجبة ومياه ومواد لإقامة أماكن إيواء مؤقت وعقاقير.

وقالت ثلاثة مصادر إن الكلفة المتوقعة للمشروع التجاري البحري تبلغ نحو 200 مليون دولار لمدة ستة أشهر، وقدر أحد المصادر الكلفة بنحو 30 مليون دولار شهرياً.

مسؤولون أميركيون سابقون يشاركون في التخطيط

وقالت المصادر إن التخطيط التجاري تقوده (فوجبو)، وهي شركة استشارية تضم مسؤولين سابقين في الحكومة الأميركية من وزارة الدفاع والوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووكالة المخابرات المركزية، بالإضافة إلى مسؤولين سابقين في الأمم المتحدة.

ورفض متحدث باسم (فوجبو) التعليق عندما اتصلت به رويترز.

وقال جيمي ماكغولدريك منسق الأمم المتحدة للمساعدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن شركة فوجبو أطلعته هذا الشهر على الخطة التي تعمل عليها مع قطر والإمارات.

وأضاف لرويترز «إنها فكرة جيدة وأعتقد أنها ستكون مفيدة» لكنه أضاف أن التعقيدات المتعلقة بتوصيل المساعدات داخل غزة وكلفة خطة فوجبو قد تجعل البدء «أبطأ».

وأردف «كلما زادت سبل إمداداتنا لغزة، كان ذلك أفضل».

ويأتي بحث الولايات المتحدة لهذا الاقتراح التجاري في الوقت الذي بدأ فيه مسعى منفصل أصغر نطاقاً للمساعدات البحرية يوم الثلاثاء، فقد أبحرت السفينة الخيرية أوبن آرمز من ميناء لارنكا في قبرص، قاطرة صندلاً محملاً بالطحين والأرز والبروتينات، ومولت الإمارات المهمة في معظمها فيما تولت التنظيم مؤسسة (وورلد سنترال كيتشن) الخيرية ومقرها الولايات المتحدة.