على الرغم من ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في دول مجموعة السبع بحلول العقد الماضي، فإنها تعاني من مشكلة في النمو الاقتصادي على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، وفقاً لتقرير حديث لفاينيشال تايمز.

وتضم المجموعة كلاً من فرنسا، وألمانيا، واليابان، وإيطاليا، وكندا، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي.

ويعود السبب الرئيسي لتباطؤ نمو المجموعة إلى ضعف الإنتاجية؛ إذ انخفض متوسط النمو السنوي في الناتج المحلي الإجمالي لكل ساعة عمل في كل دولة من دول المجموعة بشكل واضح، فضلاً عن استمرار أزمة نقص المهارات.

في الوقت الذي نفذت فيه العديد من الدول حول العالم عدة إصلاحات اقتصادية عبر انفتاحها على التجارة العالمية وإصلاح قطاعاتها المصرفية وتخصيص التمويل للتطوير والتنمية، لم تستغل مجموعة السبع الفرص المتاحة بالشكل الأمثل.

تنويع الابتكار وتطوير المهارات

من جهته، قال أستاذ الاقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، دارون عاصم أوغلو، إن الغرب لا يستغل الابتكار بأفضل الطرق الممكنة، ويركز على الابتكار في عدد قليل من المجالات فقط، مثل الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي والإلكترونيات الاستهلاكية.

وإلى جانب التركيز على الابتكار في المجالات المتنوعة، تحتاج المجموعة أيضاً إلى تطوير رأس المال البشري لضمان استمرارية النمو، ومع ذلك، فإن العديد من دول المجموعة لا تزال تكافح لدمج وتعزيز ممارسات التدريب والتعليم المتطورة في أنظمتها، فضلاً عن تحديث البنية التحتية.

وهناك تفاوت في أداء دول مجموعة السبع فيما يتعلق بالتطوير، ففي أميركا، يقترب متوسط عمر البنية التحتية للصناعة والطاقة والطرق السريعة من أعلى مستوياته منذ بدء التسجيل في المجموعة في عام 1925، أما في بريطانيا، فقد أدت طرق التواصل التقليدية إلى إبطاء انتقالها إلى الإنترنت عالي السرعة.

ومن المفارقة أن افتقار الدول الأخرى إلى البنية التحتية المناسبة في السابق جعلها تتفوق على مجموعة السبع؛ نظراً لاهتمامها بتطوير وتحسين البنية التحتية لديها، فنجد مترو دبي في الإمارات العربية المتحدة، وهو أطول نظام قطار بدون سائق في العالم، في حين تتمتع إستونيا بواحدة من أفضل الخدمات العامة الرقمية في العالم.

كما تواجه مجموعة السبع منافسة من مجموعة من الدول الأكثر ثراء التي تمكنت من رفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، بما في ذلك سنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وسويسرا وأيرلندا.